[success]المواطن24[/success]
قال خالد الصمدي، كاتب الدولة السابق المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، إن إقرار نظام “البكالوريوس” الجديد، جاء ثمرة مجهودات سابقة، تمثلت في تنظيم عدة لقاءات في جميع المؤسسات الجامعية المغربية، بهدف تقييم حصيلة المنظومة البيداغوجية السابقة وتحديد الثغرات الأساسية منها.
مقاربة تشاركية
وأضاف الصمدي، في تصريح لــ pjd.ma، أن اعتماد هذا النظام الجديد، جاء بعد مشاورات مع أعضاء مجالس الجامعات من أساتذة وممثلي الطلبة والقطاع الاقتصادي والاجتماعي، مبينا أن خلاصات هذه المشاورات تم تجميعها للقاء نظم بمدينة مراكش سنة 2018 ترأسه رئيس الحكومة، بحضور ما يقرب عن 700 أستاذ وخبير على الصعيد الوطني، فضلا عن النقابات الوطنية للتعليم العالي.
نموذج مغربي للإصلاح البيداغوجي
ونوه الصمدي، بمخرجات هذا اللقاء الذي عرف ميلاد نموذج مغربي للإصلاح البيداغوجي الشمولي، مبينا أن توصيات وخلاصات اللقاء تم احالتها على مجالس المؤسسات الجامعية لدراستها عن طريق الهياكل الجامعية.
وتابع أن “الوزارة توصلت بتقارير مختلف الجامعات حول الملاحظات التفصيلية، وسبل الأجرأة والتفعيل”، قائلا: “مبدئيا بالنسبة لي اتخذ القرار بشكل تشاركي وجماعي بعد أن وعى الجميع بالإشكالات البيداغوجية التي تعيشها الجامعات المغربية “.
تأثير الجائحة
ولفت الصمدي، إلى أن نظام “الباكالوريوس” الجديد كان من المتوقع تنزيله في الدخول الجامعي 2019-2020 لكن هبوب جائحة كورونا حالت دون ذلك.
وأضاف أن “الجائحة فرضت نوعا من التأخر، ولكن في جميع الأحوال كنا قد تحدثنا عن إنشاء جامعات افتراضية، وأربعة مراكز أساسية في كل جامعة، مركز البيداغوجية الجامعية، ومركز اللغات، ومركز تدبير المسار المقاولاتي والتعليم عن بعد، مبينا أن “هذه الأمور تحدثنا عنها قبل كورونا، وكنا نقول أن إنزال نظام “البكالوريوس” يقتضي هذه البنيات الجامعية الافتراضية والمراكز الأساسية”.
مميزات نظام البكالوريوس الجديد
وبخصوص مميزات هذا النظام الجديد، أكد الصمدي، أن نظام “البكالوريوس” يتميز بعدة خصائص منها، تدارك الخصاص الذي يعاني منه الطلبة الجامعيون على مستوى المهارات الأساسية والمتمثلة بالأساس في اللغات والثقافة المقاولاتية.
ومن بين المميزات أيضا، يوضح الصمدي، ما يتعلق بالتوجيه، حيث إن الطالب المسجل بكلية الآداب على سبيل المثال، سيطَلع منذ السنة الأولى على جميع المسالك الموجودة بالكلية، مشيرا إلى أن السنة الثانية ستخصص لاختيار المسار الذي سيلجه الطالب.
وزاد أن “الطالب سيكون على وعي بطبيعة التخصص الذي سيختاره في الجامعة، والسنة الأولى في الجامعة هي التي ستمكنه من الاختيار الواعي وبالتالي القضاء على ظاهرة الهدر الجامعي الناتج بالضرورة عن سوء التوجيه”، مشيرا إلى أن النظام الجديد يزاوج بين التكوين النظري والتطبيقي، ويعطي خيارات متعددة على مستوى التكوين ويستجيب لحاجيات سوق الشغل.
تعزيز التواصل مع الطلبة
وشدد الصمدي، على أن هذا المشروع يحتاج إلى نوع من التواصل مع الطلبة على وجه الخصوص، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر الآليات الافتراضية التي يمكن توظيفها لتوضيح الميزات الاساسية لهذا النظام.
وأكد المتحدث ذاته، أنه “لا داعي لتأخير تطبيق هذا النظام الجديد، لأنه بالإضافة إلى الميزات السابقة، سيمكن طلبتنا من الانفتاح على سوق الشغل، ومن الانفتاح على التخصصات، خاصة الطلبة الذين يريدون متابعة دراستهم بالخارج حتى يكون هناك نظام الاشهاد المغربي مثله مثل نظام الإشهاد الاوربي، وكذلك بالنسبة للدول الانجلوسكسونية لأنها تشتغل بهذا النظام”.
مراجعة قانون 01.00
وتأسف الصمدي، للتأخر الحاصل في مراجعة قانون 01.00، مبينا أن النظام الأساسي للأساتذة والقانون رقم 01.00 في طور المناقشة والمصادقة، وبذلت فيهما جهود كبيرة من طرف الوزارة الوصية بحوار مستمر ودائم مع النقابات و القطاعات الحكومية المعنية .
وأعلن الصمدي، أن الدخول الجامعي المقبل سيعرف بداية التطبيق التجريبي لنظام البكالوريوس الجديد، بالموازاة مع تنزيل الجامعة الافتراضية والمسالك الجديدة، قائلا: “أملي أن تعرف السنة المقبلة تطبيق هذا النظام الجديد، في إطار المنظور الشامل، وأنا متفائل جدا بالنظر لحجم الامكانات التي أتيحت له “.
حصيلة الحكومة
وخلص الصمدي، للحديث عن حصيلة برنامج العمل الحكومي التي تضم 60 مؤسسة جامعية جديدة ومؤسسات جامعية من جيل جديد، فضلا عن إطلاق جامعات افتراضية ومراكز جامعية متخصصة، وذلك من أجل تدارك الخلل الذي وقع فيه في الإصلاح السابق.
يذكر أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، قررت التخلي عن هذا النظام البيداغوجي الحالي “إجازة، ماستر، دكتوراه LMD”، واعتماد نظام جديد يعرف بنظام “البكالوريوس” (Bachelor) ، وهو نظام تعتمده عدد من دول العالم، من بينها الولايات المتحدة الأمريكية.
وسيمكن اعتماد هذا النظام الجديد، من الانفتاح بشكل أكبر على أنظمة التعليم الدولية، خاصة أنظمة الدول الأنجلوسكسونية، التي أبانت عن فعاليتها، علما بأن حوالي 50 جامعة أمريكية تتواجد ضمن تصنيف أفضل 100 جامعة عالمية التي تنشره مجلة تايمز للتعليم العالي.
هذا، ويعني العمل بنظام البكالوريوس، انتقال المغرب في نظامه التعليمي الجامعي من النظام الحالي إلى نظام تعتمده العديد من الأنظمة الناطقة بالإنجليزية في تعليمها، حيث تكون مدة الدراسة أربع سنوات بعد شهادة الباكالوريا، وستكون الهندسة البيداغوجية المعتمدة في سبيل إرساء هذا النظام كالتالي:
– سنة أولى في الجامعة ستكون سنة تأسيسية، بفصل أول يتضمن 52 وحدة معرفية، ووحدتين للانفتاح العام، و12 وحدة في اللغات الأجنبية، ويسمى الفصل الأول “Study SK”، والفصل الثاني من السنة الأولى سيطلق عليه نفس تسمية الفصل الأول، وسيتضمن نفس المنهاج والكم والتنويع في الوحدات الملقنة للطلاب.
– وفي سنة جامعية ثانية، والتي يطلق عليها الجذع المشترك، سيطلق على فصليها الثالث والرابع اسم “Life SK”، وسيتضمن كل فصل 78 وحدة معرفية، و4 وحدات للانفتاح المتخصص، و6 وحدات في اللغات الأجنبية.
– أما العام الثالث وهو عام التخصص، فيضم فصلان خامسا وسادسا سيطلق عليهما اسم “Civic SK”، وسيضم كل واحد منهما 104 وحدة معرفية، وأربع وحدات للانفتاح والتخصص.
– وفي العام الرابع، سيكون الفصل السابع والثامن اللذان سيطلق عليهما إسم “Professional SK”، مرتكزين في كل فصل على 104 وحدة معرفية كما في العام الثالث، لكنهما بخلاف العام الثالث سيضم كل منهما وحدتين خاصتين بالمشروع المؤطر.