المواطن 24… ورزازات.متابعة عبد الله أيت المؤدن.
في لفتة ملكية سامية تعكس قيم العرفان والتقدير، أنعم صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله وأيده، على الأستاذ عبد الله خدلي، أحد الأعمدة التربوية الشامخة بـ”المعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية والسياحية بورزازات”، بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى.
يأتي هذا التكريم تتويجًا لمسيرة مهنية حافلة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، كرسها الأستاذ خدلي في خدمة قطاع التكوين السياحي، تاركًا بصمات لا تُمحى في سجل العطاء والتميز. ولقد كانت لحظة تسليم وسام الاستحقاق الوطني، الذي قام به السيد محمد ختوش مدير المعهد، لحظة مؤثرة بحق. استحضرت فيها أسرة المعهد، بكل مكوناتها، الجهود النوعية والتفاني اللامحدود الذي قدمه الأستاذ خدلي.
فلم يقتصر عطاؤه على الجانب البيداغوجي فحسب، بل امتد ليشمل الجانب الإنساني، فكان معلمًا وموجهًا وأبًا لأجيال من المتدربين والمتدربات
. يُعد الأستاذ خدلي، بلا منازع، من الكفاءات التربوية التي يشار إليها بالبنان في ورزازات. فشهادته في الكفاءة والانضباط لم تكن مجرد كلمات، بل كانت واقعًا ملموسًا تجسد في مساهماته الجليلة في تأطير وتكوين أجيال متتالية.
هؤلاء المتدربون والمتدربات، الذين نهلوا من علمه وخبرته، يشغلون اليوم مناصب مرموقة في شتى القطاعات، وفي مقدمتها القطاع السياحي الحيوي الذي يُشكل عصب الاقتصاد في مدينة ورزازات والمغرب عامة. لقد خلّف هذا التتويج الملكي السامي ارتياحًا كبيرًا وفخرًا عارمًا بين زملاء الأستاذ خدلي وتلامذته، وجميع أفراد أسرة المعهد.
فالكثيرون عبروا عن اعتزازهم بهذا التكريم الذي لم يكن تكريمًا لشخص الأستاذ خدلي وحده، بل هو تكريم لكل أطر التكوين المهني الذين يعملون بصمت وإخلاص من أجل بناء مستقبل أفضل للشباب المغربي
. يُؤكد هذا الوسام الملكي الرفيع، مرة أخرى، على الحرص الدائم والموصول لصاحب الجلالة الملك محمد السادس على العناية الفائقة بالكفاءات الوطنية.
كما يُبرز اهتمام جلالته بتشجيع الطاقات التربوية على مواصلة مسيرة العطاء والتميز، خدمة للتنمية البشرية والاجتماعية التي يعتبرها جلالته ركيزة أساسية لتقدم وازدهار المملكة
. إن هذا التكريم ليس مجرد اعتراف بمسيرة فردية، بل هو رسالة ملكية واضحة بأهمية التعليم والتكوين في بناء مستقبل زاهر للمغرب.



