Almouaten 24 -المواطن 24
شهدت مدينة العرائش، مساء الأحد 1 يونيو 2025، حادثاً خطيراً تمثل في اندلاع حريق مهول داخل حافلة مخصصة لنقل المصطافين، على مستوى طريق رأس الرمل، في أولى أيام الموسم الصيفي.
الحادث خلف حالة من الهلع في صفوف الركاب والمارة، واستنفر مختلف الأجهزة المعنية، على رأسها عناصر الوقاية المدنية التي تدخلت بسرعة للسيطرة على النيران ومنع انتشارها. وحسب مصادر محلية، فإن الحريق شبّ بشكل مفاجئ في الجزء الخلفي من الحافلة، أثناء عودتها من شاطئ رأس الرمل باتجاه وسط المدينة.
وقد أبان سائق الحافلة عن قدر كبير من اليقظة والسرعة في التصرف، حيث تمكن من إيقاف المركبة وإخلائها من جميع الركاب، مما جنّب المدينة كارثة إنسانية محققة
. عقب الحادث، شهدت المنطقة استنفاراً أمنياً ملحوظاً، حيث حضرت عناصر الشرطة والسلطات المحلية التي أشرفت على تأمين محيط الحادث وتنظيم حركة السير، بالتزامن مع فتح تحقيق لمعرفة الأسباب الحقيقية لاندلاع الحريق. وتشير المعطيات الأولية إلى احتمال حدوث تماس كهربائي، في انتظار صدور نتائج التحقيق الرسمي

. ورغم الطابع “العرضي” للحادث، فإنه يعيد إلى الواجهة سؤالاً مؤرقاً طالما طرحته فعاليات المجتمع المدني والإعلام المحلي
: إلى متى سيظل قطاع النقل الموسمي رهينة لحافلات مهترئة تفتقر لأدنى شروط السلامة والجودة؟ كل صيف، يتكرر نفس المشهد: حافلات قديمة، مرهقة، تفتقر إلى الصيانة، وتُستعمل لنقل مئات المصطافين في ظروف غير إنسانية، وسط غياب رقابة صارمة على حالة الأسطول وسلامة الركاب
. ولم تمضِ سوى أشهر قليلة على حادث مأساوي أودى بحياة طالب سقط من إحدى هذه الحافلات، حتى عاد الإهمال ليطلّ من جديد. وتُطرح في هذا السياق علامات استفهام كثيرة حول مآل الوعود الرسمية التي قُطعت سابقاً، حتى من أعلى سلطة محلية، بشأن تحديث أسطول النقل الموسمي وتعزيزه بحافلات آمنة ومؤمَّنة.

فأين وصل هذا الملف؟ وهل كُتب له أن يُطوى في رفوف النسيان؟ إن تكرار هذه الحوادث يضع الجهات المسؤولة أمام مسؤوليات جسيمة، ويجعل من مسألة السلامة أولوية لا تحتمل مزيداً من التردد أو التبرير
. فالحق في النقل الآمن ليس ترفاً، وكرامة المواطن لا يجوز أن تُقايَض بموسم سياحي مهما بلغت أهميته. فهل يكون صيف 2025 موعداً فعلياً لطيّ صفحة “خردة النقل الموسمي”، ولبداية عهد
جديد يُوفر وسائل نقل تحترم حياة المواطن وتليق بصورة مدينة العرائش ومكانتها السياحية؟ العرائش تترقب… والإجابات لم تعد تحتمل مزيداً من التأجيل.



