تخيم عبد الفتاح
مع أزمة الطاقة التي تشهدها القارة العجوز، تلاحظ الأسر الفرنسية الارتفاع الصاروخي لفواتيرها الطاقية، وبدأت تدرك أهمية إجراء أشغال العزل الحراري في مساكنها.
وكشفت دراسة حديثة تحمل عنوان ”الفرنسيون وأشغال العزل الحراري”، أن الفرنسيين على استعداد لإنفاق المزيد لتحسين النجاعة الطاقية لمساكنهم، لاسيما من خلال تحسين العزل الحراري واستخدام أنظمة تدفئة أكثر ملاءمة.
ووفقا للنسخة الأخيرة من الدراسة السنوية التي يجريها معهد استطلاع الرأي الفرنسي “أوبنيون واي” حول الموضوع، يعتبر أكثر من نصف الفرنسيين أنه من “الضروري” القيام بأشغال العزل الحراري في منازلهم (من خلال العزل الحراري للنوافذ والجدران، والأرضيات، وكذا تغيير نظام التدفئة).
وأوضح مؤلفو الدراسة، التي أجريت على عينة من 2022 شخصا، أن “هذا الرقم يزيد بمقدار ثلاث نقاط مقارنة بنسخة 2021 من البارومتر، وست نقاط في عامين”، مسجلين أن نسبة أولئك الذين يخططون للقيام بنوع واحد على الأقل من أعمال العزل الحراري خلال العامين المقبلين قد ارتفعت بنسبة 6 في المائة مقارنة بالإصدار السابق من الدراسة.
وكشفت الدراسة، أيضا، أن 80 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع تعتقد أن هذا النوع من الأشغال هو “حل فعال” لتحقيق “اقتصاد طاقي” الذي تسعى الحكومة الفرنسية لتحقيقه خلال هذا الشتاء.
وفي الوقت الذي تؤثر فيه أزمة الطاقة بشدة على الاقتصاد الفرنسي، يرى أولئك الذين شملهم الاستطلاع أن أشغال العزل الحراري تجعل من الممكن الاستجابة بفعالية لارتفاع أسعار الطاقة (73 في المائة) ولمواجهة الصعوبات في الإمدادات الطاقية (66 في المائة).
من جهة أخرى، كشف الاستطلاع زيادة في متوسط الميزانية المخصصة لهذا النوع من الأشغال، حيث تضاعفت في غضون عام واحد، لتنتقل من 3579 يورو سنة 2021 إلى 7836 يورو سنة 2022.
وتظل هذه الميزانية أقل بكثير من التقديرات الواقعية لأشغال العزل الحراري، والتي تتراوح بشكل عام في حدود 10 آلاف يورو لكل مسكن على الأقل.
وعلى الرغم من الجهود التي تقول الأسر إنها مستعدة لبذلها، لا تزال العديد من العقبات تحد من رغبتهم في القيام بذلك، لاسيما نقص المعرفة بخصوص الخصائص الطاقية لمساكنهم وكيفية القيام بأشغال العزل الحراري.
وأكد مؤلفو الدراسة أن 53 في المائة ممن يرغبون في الحصول على مساكن صديقة للبيئة لا يعرفون بطاقة الطاقة الخاصة بهم.
أما العقبة الثانية أمام الشروع في أشغال العزل الحراري فترتبط بـ “الجهل بالمساعدات المالية”، حيث جاء في نتائج الدراسة أن “أكثر من 60 في المائة من الفرنسيين لا يعرفون المساعدات المتاحة في هذا المجال”.
وأضافت الدراسة أن غالبية المستجيبين لا يعرفون ما هي المساعدات العامة أو الخاصة التي هم مؤهلون للحصول عليها للرفع من النجاعة الطاقية لمساكنهم.
وبهدف تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050 ومكافحة “الهشاشة الطاقية”، تقدم الحكومة الفرنسية أدوات مناسبة لتكثيف عمليات العزل الحراري للمساكن، من خلال مخطط دعم عمومي. كما تسعى حكومة ماكرون إلى خفض استهلاك الطاقة للمباني الحكومية بنسبة 10 في المائة في غضون عامين، و40 في المائة بحلول العام 2030 و60 في المائة بحلول العام 2050، مقارنة بالاستهلاك الطاقي المسجل عام 2010.