نورالدين كودري
يواصل رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس لجنة المنتخبات الوطنية، فوزي لقجع، مفاوضاته الماراثونية مع الناخب الوطني وحيد خاليلوزيتش، بشأن مستقبله على رأس الفريق الوطني، المقبل على خوض نهائيات كأس العالم بقطر نهاية العام الجاري، وكذا تصفيات أمم إفريقيا المقررة خلال منتصف السنة المقبلة بكوت ديفوار.
وحسب مصدر مطلع، فإن الاجتماعات مع وحيد تتم بشكل شبه يومي، ما يبين الصعوبة التي يجدها رئيس الجامعة في إيجاد صيغة تنهي العلاقة مع المدرب البوسني، الذي بالغ في ارتكاب الأخطاء الموجبة لفسخ العقد، لكن الجامعة لم تقدر على تفعيل هذا الخيار، الذي يتوقف على مدى قبول الناخب الوطني لشروط رئيس الجامعة بإعادة اللاعبين المغضوب عليهم، والاعتذار عن تصريحاته المسيئة أو الرحيل.
وحسب مصدر مقرب من ملفات الجامعة فإن هذه المفاوضات الماراثونية توحي بأن وحيد ربما يكون قد حصن نفسه جيدا في العقد الذي يربطه بالجامعة، والذي لم يطلع عليه أي أحد بحكم تضمينه لبند السرية.
واستغرب مصدرنا كيف لمدرب عاكس رغبة الجماهير المغربية، وأساء لها بتصريحات مستفزة، أكد فيها تعرضه لمحاولات تهدد سلامته الجسدية، وكأن المغرب دولة بلا قوانين، وتهكم على تصريحات رئيس الجامعة، عندما أعلن في اجتماع المكتب الجامعي الأخبر بأن اللاعبين المغضوب عليهم سيعودون إلى المنتخب الوطني، وأنه سيجالس وحيد ويلزمه بالأمر، لكن المدرب اليوسني أصر على موقفه وجدد تأكيده في تصريحات لإعلام بلاده بأن ملف زياش ومزراوي وحاريث وحمد الله غير قابل للنقاش، وأن هؤلاء اللاعبين لا مكان لهم في المنتخب الوطني، ومع ذلك لا تتم إقالته بسبب الخطأ المهني الجسيم.
وزاد مصدرنا مستغربا كيف يمكن لنا أن نحاسب مدربا على النتائج والجامعة تفرض عليه الاعتماد على لاعبين لا يريدهم؟ أليس هذا تدخل في الاختصاصات؟ ألا يمكن أن يؤدي هذا التدخل إلى تنصل المدرب من مسؤولياته في حال كانت النتائج سلبية؟ ثم هل المنتخب الوطني يحتاج إلى لاعبين في أتم الجاهزية البدنية والتقنية أم إلى لاعبين يفرضهم الجمهور؟
هي أسئلة تعكس بالملموس حالة الارتباك التي تسود علاقة الجامعة بالناخب الوطني، وتظهر، حسب مصدرنا،
وجود مشكل في تحرير عقود المدربين المشتغلين مع الجامعة، وهو أمر ليس وليد اليوم، وقد عاينا على مدار السنوات الأخيرة كيف أن مدربين فرضوا قراراتهم ومواقفهم على الجامعة، ولنا في تجربة البلجيكي إيريك غيريتش خير دليل، حيث لم يتمكن أي أحد إلى الآن من معرفة راتبه الشهري، لأنه ألزم الجامعة بشرط السرية الأبدي، رغم مطالب الشعب المغربي بالكشف عن عقده، ودخول البرلمان على الخط دون نتيجة.
وكانت وسائل إعلام وطنية قد أعلنت قبل أيام عن قرار الجامعة بفك الارتباط مع المدرب البوسني، قبل أن تخرج ببلاغ تنفي فيه كل ما يروج، وتؤكد أن وحيد مازال مدربا للمنتخب الوطني، وان الاجتماع مع فوزي لقجع هو الكفيل بالحسم في مصيره.
وتداول الإعلام الوطني في الأيام القليلة الماضية خبر تواجد المدرب البرتغالي أندريه فيلاش بواش والسويسري لوسيان فافر بالرباط، وأنهما الأقرب لخلافة وحيد، لكن مصدرا جامعيا نفى الأمر، واعتبره «كلام جرائد».