ابراهيم شيخام
. انعقد يوم الأحد فاتح ربيع الأول 1445 الموافق لـ 17 شتنبر 2023 اجتماع المكتب الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بالمقر المركزي بالرباط، وقد استهل اللقاء بكلمة توجيهية الأمين العام محمد الزويتن بادر فيها إلى الترحم علی ضحايا الزلزال بالمغرب وعلى ضحايا الفيضانات التي ضربت ليبيا، سائلا الله عز وجل أن يتغمد المتوفين برحمته وأن يعجل بشفاء المصابين، ومثمنا كل الإجراءات والمبادرات التي أعلن عنها جلالة الملك والتي ساهمت في التخفيف عن ساكنة المناطق المنكوبة وأعاد الطمأنينة والاستقرار لهم، كما
نوه بدينامية التضامن الفورية التي انخرط فيها الشعب المغربي في الداخل والخارج وبجاهزية مكونات المجتمع المدني، بالإضافة إلى تثمين المجهودات التي تبذلها الدولة المغربية مؤسسات وأفرادا لمساعدة ساكني المناطق المنكوبة على تجاوز تداعيات الفاجعة والاستجابة لحاجياتهم الإنسانية والاجتماعية، كما دعا مكونات الاتحاد مجاليا وقطاعيا وعموم المناضلات والمناضلين إلى الاستمرار في انخراطهم ومبادراتهم التضامنية مع ضحايا الزلزال الذي ضرب أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت وباقي المناطق المتضررة.
وفي سياق حديثه عن تداعيات الوضع الاجتماعي، نبه الحكومة إلى خطورة استمرار نزيف القدرة الشرائية نتيجة غلاء المعيشة، وخصوصا الارتفاع المتزايد لأسعار المحروقات والمواد الغذائية، في مقابل فشل الحوار الاجتماعي وعجز الحكومة عن اتخاذ إجراءات لدعم القدرة الشرائية للمغاربة أو تحسين دخلهم وإعادة التوازن لأجورهم، كما نبه لضرورة تدخل الحكومة لرفع القيود على العمل النقابي الجاد وحماية الحريات النقابية وضمان الحق في التنظيم النقابي. وبعد وقوف أعضاء المكتب الوطني على تداعيات فاجعة الزلزال، والاستماع للمقترحات المرتبطة باستمرار جهود منظمتنا التضامنية مع المتضررين والضحايا، بالإضافة إلى عرض التقارير التنظيمية والنضالية والنقابية، فإن المكتب الوطني يعلن للرأي العام الوطني ما يلي :
1- وقوفه خلف جلالة الملك قائد البلاد، وتثمينه لجميع الإجراءات والتدابير التي أعلن عنها للتخفيف من تداعيات المصاب الجلل الذي لا راد لقضاء الله فيه، وحرصه على تعبئة مناضلاته ومناضليه كل حسب اختصاصات عمله في جهود الإغاثة والتضامن وإعادة الإعمار. 2- تقديمه أحر التعازي لأسر الشهداء، والدعاء الصادق بالشفاء العاجل لجميع الجرحى والمصابين. 3- تعبيره عن تضامنه المطلق مع ساكنة المناطق المنكوبة، وعن تقاسم مشاعر الألم والحزن والعزاء جراء ما خلفه الزلزال من آثار مدمرة ماديا ومعنويا، شملت مساحة واسعة من القرى والدواوير بجهات وأقاليم وسط المملكة.
4- تثمينه لدينامية التضامن الراقي التي عبر عنها الشعب المغربي وتنظيماته المدنية، ودعوته إلى الحفاظ على هذا الرصيد الوطني من التضامن الموحد للشعور الوطني، وتنويهه بالمجهودات التي تقوم بها المؤسسات وكل السلطات المحلية والأمنية والعسكرية والوقاية المدنية والأطر الصحية التي أبانت على حس وطني عال بالمسؤولية والانخراط الميداني بشكل مستعجل ومنظم. 5-
دعوته إلى مراجعة البرامج التنموية الموجهة للمنطقة المنكوبة، وتأكيده على ضرورة ترسيخ قيم الشفافية والنزاهة والمقاربة التشاركية في تنزيل الإجراءات المعتمدة قصد إعادة إعمار المجالات المعنية، مع ضرورة تبني برامج تنموية مجالية مستدامة، تعيد الاعتبار للمعطى البشري، وفق مقاربة استشرافية قادرة على توفير بنية تحتية صلبة تعجل بتجاوز الصدمة ومخلفاتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والإنسانية، وتضمن حق ناشئتها في التمدرس الجيد والسكن والاستشفاء وشبكات الولوجية ( الطرقية والإلكترونية والماء الشروب والكهرباء والتطهير… )، وتحافظ على الهوية المعمارية للمناطق المنكوبة ونمط عيشها. 6- اعتزازه بالانخراط المسؤول الميداني ” خارج قبعة الانتماء ” لمناضلاته ومناضليه، عبر مختلف تنظيمات المجتمع المدني والمبادرات الشعبية، سواء من خلال التبرع بالدم والمساهمة في جهود الدعم وتوفير الغذاء والأغطية والخيام ومختلف الحاجيات، أو من خلال هبتهم الفورية للمناطق المنكوبة من أجل الإسهام في جهود الإنقاذ استجابة لنداء الوطن.
7- تقديره لتفاعل التنظيمات النقابية بالدول الشقيقة والصديقة، التي بادرت إلى مراسلة الاتحاد والتعبير عن مشاركتها للشعب المغربي أحزانه في هذه الفاجعة. 8- دعوة الحكومة المغربية ومختلف المؤسسات والتنظيمات المدنية والسياسية والحقوقية إلى ضرورة ترصيد قيم التضامن والتآزر والمواساة التي عبر عنها المغاربة، سواء من خلال مواكب الدعم المستمرة أو من خلال حملات التبرع بالدم التي فاقت كل التوقعات، والعمل على ترسيخ هذه القيم كإرث للأجيال القادمة عبر ضمان تعليم ذي جودة ويحقق الإنصاف وتكافؤ الفرص بين كل فئات المجتمع، وخصوصا ناشئة المناطق الهشة والنائية والصعبة. 9-
إعلانه عن تأجيل الحسم في جميع المحطات النضالية التي كانت مبرمجة خلال الدخول الاجتماعي الحالي للتركيز على الحملة التضامنية الوطنية إلى حين انعقاد المكتب الوطني المقبل. 10-
الإعلان عن مساهمة الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب بمبلغ مالي يودع لدى الحساب المخصص للصندوق الخاص بتدبير الآثار المترتبة عن الزلزال، كما يعلن مساهمة مستشاري الاتحاد بمجلس المستشارين لفائدة الصندوق المذكور بأجرة شهر. وختاما فإن المكتب الوطني للاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، إذ ينبه الحكومة إلى ضرورة تجاوز منطق اللحظة في التعاطي مع تداعيات الزلزال، فإنه يطالب باستعجالية تنظيم حوار وطني متعدد الأطراف، يشمل مختلف التنظيمات والمؤسسات والهيآت لوضع استراتيجية مندمجة تعيد الاعتبار التنموي للمناطق المنكوبة وفق مصفوفة أولويات، تستجيب لتحديات المستقبل وتمنع ارتفاع تكلفة الكوارث الطبيعية. وحرر بالرباط في : 17 شتنبر 2023