عزيز أخواض المواطن24
شهدت القاعة الكبرى لعمالة إقليم خريبكة يوم الأربعاء 4 دجنبر 2024، اجتماعًا تقنيًا مهمًا جمع عددًا من الفاعلين المحليين لمناقشة مستجدات الإحصاء السكاني الوطني وتحليل النمو الديموغرافي في المغرب على مدار نصف قرن.
الاجتماع الذي ترأسه عامل الإقليم، كان بمثابة منصة لعرض وتحليل البيانات السكانية التي تعد حجر الزاوية في تحديد أولويات البرامج التنموية المستقبلية. *أرقام تفتح آفاق التنمية* تم التركيز خلال اللقاء على المؤشرات السكانية الرئيسية التي تم جمعها من الإحصاء السكاني الأخير، حيث أبرز المندوب الإقليمي للتخطيط أن الإحصاء يعتمد على تقنيات علمية متطورة تهدف إلى تحديد عدد السكان “القانونيين” المقيمين فعليًا في المملكة.
وقد أظهرت الأرقام أن عدد السكان في المغرب قد بلغ في فاتح شتنبر 2024 ما مجموعه 36.828.330 نسمة، مع تسجيل زيادة قدرها 2.980.088 نسمة مقارنة بإحصاء 2014، أي بزيادة بلغت 8.80%، وهو ما يعكس النمو السكاني المستمر والتحديات المستقبلية في التعامل مع هذا التزايد في عدد السكان. كما تطرق الاجتماع إلى توزيع السكان بين العالمين القروي والحضري، وكذلك التغيرات التي شهدتها نسب سكان المدن على مدار العقود الماضية. هذه المعطيات تسهم في تقديم صورة واضحة حول اتجاهات النمو السكاني، والتي تعد مرجعية أساسية في وضع استراتيجيات تنموية شاملة. *الإحصاء السكاني: أداة استراتيجية في يد التنمية* خلال كلمته، استشهد عامل الإقليم
بمضامين خطاب الملك محمد السادس، الذي شدد على ضرورة استثمار الإحصاء السكاني في وضع خطط تنموية مدروسة، تلبي احتياجات السكان المحليين وتدعم جهود تحسين الظروف المعيشية.
إن الإحصاء ليس مجرد جمع للبيانات، بل هو أداة رئيسية لتوجيه السياسات العمومية، لا سيما في مجال خلق فرص العمل المستدامة وتحقيق التوازن التنموي بين مختلف المناطق. وأشار العامل إلى أن استخدام هذه المعطيات في إعداد المخططات التنموية يعد أمرًا بالغ الأهمية، داعيًا المسؤولين المحليين والجمعيات إلى الاستفادة من هذه الأرقام في تحديد الأولويات التنموية بناءً على احتياجات كل جماعة
كما أكد على ضرورة التركيز على البرامج التي تأخذ في اعتبارها التغيرات الديموغرافية والاجتماعية التي يشهدها المغرب. *القطاع الفلاحي: ركيزة التنمية المحلية* من جهته، تناول المدير الإقليمي للفلاحة الدور الحيوي الذي يلعبه القطاع الفلاحي في دعم التنمية المحلية. أكد على أهمية برنامج الزراعة المباشرة الذي يشمل 21 جماعة بإقليم خريبكة، والذي يعد خطوة استراتيجية لتحسين الإنتاجية الزراعية وضمان استدامة الموارد الطبيعية.
هذا البرنامج يمثل جزءًا من جهود وزارة الفلاحة لتوزيع بدارات تقنية تهدف إلى تدريب المهنيين ورفع مستوى الإنتاجية الزراعية في المنطقة.
*التخطيط التنموي: تكامل الجهود* هذا الاجتماع، الذي جمع بين الفاعلين المحليين والقطاعات الحكومية، يعكس التوجه المستقبلي نحو تعزيز التعاون بين جميع الأطراف لتحقيق التنمية المستدامة.
إن تحليل البيانات السكانية وتوظيفها بشكل فعال يساعد على رسم ملامح المستقبل، سواء في مجال البنية التحتية، أو في توفير فرص العمل والتعليم والصحة. من خلال هذا اللقاء، أظهرت السلطات المحلية والمنتخبون والمجتمع المدني التزامهم بمواصلة العمل معًا من أجل ضمان تنمية مستدامة تلبي طموحات وتطلعات سكان إقليم خريبكة. *ختامًا، يمكن القول إن الإحصاء السكاني يشكل أداة أساسية لتوجيه التنمية المستقبلية في إقليم خريبكة، ويجب على كافة الفاعلين المحليين تكثيف جهودهم لضمان استثمار هذه البيانات بشكل يحقق أقصى استفادة للسكان، ويعزز من تنمية المنطقة بما يتماشى مع التوجهات الملكية السامية.*