بلخير حمزة
في السنوات الأخيرة، أصبح النقاش حول دور الأساتذة في المجتمع يشهد تزايدًا ملحوظًا، خاصةً فيما يتعلق بمشاركتهم في عمليات هامة مثل الإحصاء العام للسكان والسكنى. هذا النقاش لا يعكس فقط انشغالات بشأن الأدوار التي يلعبها المعلمون، بل يبرز أيضًا الهجوم المتزايد عليهم من قبل بعض الشخصيات العامة، مثل رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، الذي وجه مؤخرًا انتقادات لاذعة للأساتذة، واصفًا إياهم بـ”العطاشة”. هذه التصريحات المثيرة للجدل تثير تساؤلات عميقة حول الدوافع والنتائج المحتملة لهذه الحملة الإعلامية.
إن التشهير بالأساتذة وتخفيض مكانتهم الاجتماعية يعكس توجهًا قد يكون له تأثيرات سلبية على المجتمع ككل. الدكتور المهدي المنجرة، الذي رحل عن عالمنا، أشار بوضوح إلى أن استهداف التعليم، وخاصة المعلم، هو استراتيجية هدم حضارية. من خلال تقليص قيمة المعلمين ونسف تقديرهم، نكون في الواقع نُسقط الأساس الذي يُبنى عليه التقدم المجتمعي
. الأستاذ هو عنصر محوري في العملية التعليمية والاجتماعية، فهو ليس فقط معلمًا بل قائدًا اجتماعيًا، سياسيًا، نقابيًا وحقوقيًا. الهجمات الموجهة ضدهم تمثل محاولة لتقويض مكانتهم والنيل من سمعتهم، وهو ما يتطلب ردًا قوياً من المجتمع لإعادة الاعتبار لهذه الفئة المهنية الحيوية. وختاما لا يمكن بناء مجتمع قوي ومتماسك دون تعزيز مكانة المعلم الذي يلعب دورًا أساسيًا في تشكيل الأجيال وبناء المستقبل.