تخيم عبد الفتاح
فازت مدرسة “المختار جازوليت” بالرباط، بلقب “المدرسة المتميزة” ضمن مبادرة تحدي القراءة العربي بدبي، في دورته السادسة، وذلك من بين 92 ألف مدرسة من مختلف أرجاء الوطن العربي.
وجاء تتويج مدرسة المختار جازوليت بعد تفوقها في النهائي على مدرستي التربية الأهلية من المملكة العربية السعودية، ومدرسة العهد الزاهر الثانوية من مملكة البحرين، وذلك بفضل تصويت الجمهور واختيار لجنة التحكيم.
واختيرت المدرسة المغربية، أفضل مدرسة بعد خضوع المدارس الثلاث المؤهلة للنهائي لتصويت الجمهور (40 في المائة) و60 في المائة من تصويت لجان التحكيم النهائي لتحديد الفائز.
وستحصل مدرسة المختار جازوليت لقاء فوزها باللقب على جائزة بقيمة مليون درهم إماراتي ( 272،294 دولار)، تمكنها من الاستثمار أكثر في جهود ترسيخ ثقافة القراءة والتحصيل العلمي والمعرفي لدى الطلبة.
وتهدف مبادرة تحدي القراءة العربي، التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب الرئيس الاماراتي، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، لتمكين الأجيال الصاعدة بالمعرفة وترسيخ ثقافة القراءة كممارسة يومية لدى النشء والشباب.
كما تتوخى إنتاج حراك قرائي ومعرفي شامل، يرسخ قيم التواصل والتعارف والحوار والانفتاح على الثقافات المختلفة، ويكر س القراءة والمطالعة والتحصيل العلمي والمعرفي ثقافة يومية في حياة الطلبة، ويحص ن اللغة العربية، ويعزز دورها كوعاء لنقل وإنتاج ونشر المعرفة والمشاركة في إثراء التقدم البشري ورفد الحضارة الإنسانية واستئناف مساهمة المنطقة فيها.
ولمن لا يعرف المختار جزوليت، الذي سميت المدرسة الفائزة باللقب العربي لأحسن مدرسة باسمه، في تحدي القراءة بدبي، فالمختار جزوليت، هو شهيد في أحداث شهر يناير 1944، التي وقعت بمدينة الرباط عاصمة المملكة المغربية، هذا الشهيد الذي كافح من أجل استقلال وكرامة الوطن، نشأ وتربى في أسرة أندلسية رباطية محافظة، وفي سنة1935، أصبح المختار مدرسا بالمدرسة الغازية الحرة بمدينة الرباط التي تخرجت منها الافواج الاولى من معلمي و أساتذة هذه المدينة.
وعلى إثر تقديم عريضة المطالبة بالاستقلال يوم 11يناير 1944 شارك الشهيد في المظاهرات الصاخبة دعما لمساعي الحركة الوطنية في الاستقلال من الاستعمارين الفرنسي والاسباني، فتم إلقاء القبض عليه بعد اقتحام بيته من قبل الشرطة الفرنسية، و بعد التحقيق معه أودعوه في سجن لعلو كما القي القبض في نفس اليوم على مجموعة من رفاقه في الكفاح أمثال المهدي بنبركة و محمد المدور و محمد حكم.
و بعد فترة وجيزة من حبس المختار، أصدرت المحكمة المحكمة العسكرية حكمها عليه بالاعدام، و في صبيحة 7 مارس 1944 نفذ حكم الاعدام في المختار بساحة الرماية على شاطئ المحيط الاطلسي بالقرب من تمارة، ثم دفن بعد ذلك في مقبرة يعقوب المنصور. وقد فاه الشهيد المختار قبل إعدامه بعدة شعارات رواه شهود عيان و رفاق له في الكفاح أمام افواه البنادق و الرشاشات وقت تنفيذ حكم الاعدام فيه وبعد إزالة الحجاب من امام عينيه قائلا:
“لا تقنطوا و لا تحزنوا و لا تيأسوا فان نصر الله قريب”..”الله اكبر عاش المغرب مستقلا «، ذلكم هو شهيد انتفاضة المطالبة باستقلال المغرب، 11يناير 1944,المرحوم المختار جزوليت الذي امن فالتزم و قاوم فاستشهد.