[information] المواطن 24 – متابعة[/information]
في الوقت، الذي صمت فيه وزير الصحة، خالد آيت الطالب، وراوغ سؤال أين هو اللقاح الصيني الموعود، الذي سيتم استعماله في تطعيم المغاربة ضد فيروس كورونا، ولماذا تأخر وصوله، خرج مدير مختبر التكنولوجيا الحيوية بكلية الطب بجامعة محمد الخامس بالرباط، عز الدين الإبراهيمي، ليقدم مجموعة من الأسباب، التي تبرر من وجهة نظره هذا التأخر، لكن وبالدرجة الأولى ليدعو الدولة إلى وضع الثقة في كفاءاتها العلمية المختبرية وتحقيق الاستقلالية العلمية ودعم التصنيع الوطني للقاحات ومن ثمة تحقيق الأمن الدوائي للمغاربة.
وفي تدوينة نشرها على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، جرد الإبراهيمي 5 أسباب كامنة وراء تأخر وصول اللقاح إلى المغرب.
ورفض الإبراهيمي أن يظل المغرب، في ظل توفره على كفاءات علمية محلية ومقيمة بالخارج، تحت رحمة الشركات المصنعة للقاحات والمضاربات التجارية المرتبطة بها، وخاصة في هذه الظرفية الصعبة في ظل استشراء جائحة جوفيد 19.
وكتب الإبراهيمي :” من حقنا أن نسأل أين اللقاح.. ونرفض أن نبقى تحت رحمة الشركات المصنعة له.. تحدي نقبله مع كثيرين من الكفاءات المحلية والمهاجرة…. إذا أعطيت لنا الفرصة لذلك..”.
وزاد الإبراهيمي موضحا في تدوينته :” أن سؤال تأخر التلقيح، يردده الجميع هذه الأيام مع كثير من الشائعات وكأن تأمين شراء ملايين الجرعات يعني مباشرة التوصل بهما والشروع في التلقيح. نعم، أثمن نجاح المغرب في تأمين هذه الصفقات التجارية منذ مدة ووضع خطة للتلقيح الجماعي ولكن تلك الإجراءات السيادية الوطنية تبقى مشروطة بالوضعية العالمية لتصنيع اللقاحات والمضاربات التجارية حولها”.
وتتمثل أسباب تأخر اللقاح وفق البروفيسور الإبراهيمي في أن القدرة التصنيعية للعالم محدودة، ورغم تطوير اللقاحات في وقت قياسي، لن تتمكن الشركات من صنع 10 ملايير جرعة مطلوبة للوصول إلى المناعة الجماعية. ومما سيزيد من ندرة ذلك كون الدول المطورة للقاحات اشترت جميع الجرعات. كمثال على ذلك، فأمريكا و اوروبا اشتريتا كل منهما 800 مليون جرعة .
واما السبب الثاني، فيكمن وفق الإبراهيمي في أن “كل اللقاحات والمواد الأولية للأدوية وتصنيعها، تسيطر عليها دولتي الهند والصين ويجب أن نقبل أنه لن نتمكن من أي تلقيح قبل أن تقوم به هذه الدول. فلن تسمح هذه الدول أن نسبقها لذلك وهي المطورة أو المصنعة لهذه اللقاحات”.
وحدد الإبراهيمي السبب الثالث في أن “كل الدول الغير المصنعة والمطورة للقاحات تمكنت من شرائها من خلال مضاربات تجارية كبيرة. فهناك دول اشترت اللقاحات ثلاث إلى خمس مرات ثمنها ومنذ شهر يونيو. وكذلك جشع بعضها فكندا مثلا اشترت خمس مرات ما تحتاجه من جرعات”
أما السبب الرابع، فيعود إلى أن” الحليف التقليدي للمغرب والذي نعتمد عليه كثيرا خلال الأزمات، وهو فرنسا، أثبت عن عجز عجيب خلال هذه الأزمة بطرح استرتجيات خاطئة وبعدم تطوير أي لقاح قبل شهر يونيو مما جعلنا نلجأ لبلدان تؤمن المقاربات الجيوسياسية والقدرة المالية أكثر من أي تعاون ثنائي”.
وأما السبب الخامس و الأخير، فيتمثل وفق الإبراهيمي في “إضعاف منظمة الصحة العالمية بعد صراعات الدول الممول لها، والذي سيأثر كثيرا على تمكن الدول الغير المطورة والمصنعة للولوج للقاحات رغم مبادرة الكوفاكس من خلال ائتلاف الكافي”.
وفي ختام تدوينته، دعا الإبراهيمي الدولة إلى تطوير استقلالية علمية تقي المغرب والمغاربة سطوة المختبرات التصنيعية الدولية وتؤمن أمنه الدوائي كما دعا إلى دعم التصنيع الدوائي.
و كتب الإبراهيمي في هذا الصدد :” في ظل كل هذه المعطيات ولمواجهة هذه التحديات خلال هذه المرحلة الحرجة من المعركة من الحرب التي نخوضها على الجائحة وكما قلنا منذ البداية يجب أن نثق بمدبري الشأن العمومي ونثمن ماقمنا به لحد الآن وأن نثق بأن الخطط الإستباقية والتشاركية المغربية التي وضعها مدبرو الأمر العمومي ستثبت فعاليتها كما أثبتت فعاليتها سابقا.
و كأي جندي وكل من موقعه أن نستمر فيما نقوم به من تدابير احترازية و الإلتزام الجماعي للحفاظ على بعضنا البعض في مقاربة تشاركية مع مدبري الشأن العمومي وبكل ثقة. فهذا ليس وقت التمحيص في المسؤوليات وفرز المسؤولين عن أي تقصير” وزاد ” حتى لا نبقى دائما تحت رحمة هؤلاء البلدان والشركات المطورة والمصنعة للقاحات يجب أن نطور، الآن نعم الآن، مغربا باستقلالية علمية تمكنه من تطوير اللقاحات وقدرة التصنيعية لها. تحدي نقبله مع كثيرين من الكفاءات المحلية و المهاجرة لو أتيحت لنا الفرصة..”.