متابعة السلماوي محمد
لا بد لنا في بداية تناول هذا الموضوع من تحديد مفهومين مركزيين وهما : مفهوم الهوية ومفهوم التراث …
أولا مفهوم الهوية …
نعني بالهوية كل العناصر والمقومات والمكونات المادية واللا مادية التي تجعل الشيء هو هو على مر الأزمنة أي كل ما لا يقبل التغيير والانقراض، وبمعنى أكثر دقة هو مجمل السمات التي تميز الشيء عن غيره سواء كانت هذه السمات شخصية تخص الفرد أو جماعية مشتركة بين أفراد الجماعة ونعني بها كل العناصر الجمعية المشتركة التي تجعل الجماعة البشرية تتقاسم الأرض واللغة والعادات والأعراف والفنون والحرف وأنماط الأكل واللباس ….
ثانيا مفهوم التراث …
التراث والهوية عنصران متداخلان ويشتركان في نفس الخصوصيات لأن التراث المادي واللا مادي يعتبر مكونا هوياتيا للأمة وهو أيضا يشمل كل ما تركه الأسلاف من عمران وفنون وأغاني وأهازيج ورقصات ظلت حاضرة في الذاكرة الجمعية للمجتمع …
ثالثا …الأهازيج المغربية وعلاقتها بالهوية والتراث الجمالي والفني
تعد الأغاني والرقصات والأهازيج والأزجال الطربية جزءا من الهوية الوطنية وهي أصناف وأنماط مختلفة منها العربي المشرقي والأندلسي والأمازيغي والجبلي والصحراوي والحساني والعبري اليهودي والمتوسطي ..
وبالتالي فهي جزء من تراث عالمي مشترك بخصوصيات محلية شكلت هوية جماعية لا تزال حاضرة في الوجدان الجمعي للمغاربة ،ولقد رافقت هذه الأهازيج الطربية والغنائية المغاربة في جميع مظاهر حياتهم سواء تعلق الأمر بالحفلات الأسرية أو بطقوس الزواج والختان والعقيقة والفلاحة وجني الثمار والغلال من الحقول وفي ليالي الحصاد ….
ومن أشكال هذه الأهازيج يمكن ذكر العيطة بأنواعها المختلفة المرساوية والحوزية والملالية والزعرية والخريبگية والطقطوقة الجبلية وأحواش وأحيدوس بالأطلس المتوسط وعبيدات الرمى وكناوة التي تعد تراثا موسيقيا إفريقيا والحساني الصحراوي وغيرها من الألوان الغنائية التي يزخر بها تراثنا الوطني المغربي،وما دام الأمر يحتاج إلى دراسات خاصة عن كل لون غنائي فإننا سنعمل بعون من الله على تناول كل ما له علاقة بالتراث المغربي الغني والزاخر بالإبداع والجمال من أجل ربط الصلة بين الحاضر والماضي وربط الأجيال الناشئة بتاريخ الوطن ومقومات الهوية المغربية …
اعداد وإنجاز عزالدين شافي
المغرب
يتبع في حلقات