المواطن24
أختي المواطنة ، أخي المواطن يعيش القطاع الصحي وطنيا توثرا غير مشهود ناتج أساسا عن محاولة الدولة دق آخر مسمار في نعش القطاع الصحي كقطاع اجتماعي عبر بيع ما تبقى منه لأصحاب الرساميل الكبرى تلبية لجشعهم للاستثمار في صحتكم وصحتنا على السواء وجعلها مصدرا لمراكمة الرأمسال وأرباحه. لقد عايشتم منذ سنوات ، وانتم تلجون احدى المؤسسات الصحية طالبين بعض خدماتها، عدم الاستجابة لحاجياتكم ومتطلبات علاجكم، ودون أن يكون ماضيا، ولن يكون حاضرا أو مستقبلا للموظفين العاملين بها أية مسؤولية في ذلك ، بحيث اصبحت – أي المؤسسات الصحية – عبارة عن بنايات مهجورة ، فموظفيها يغادرون للتقاعد أو الى دار البقاء دون تعويضهم وانضاف الى ذلك لجوء عدد مهم منهم الى الهجرة هروبا من ظروف العمل المتردية مما يجعل عدد العاملين يتناقص سنة بعد أخرى ويتم فتح المجال أمام منتحلي الصفة الذين لا تربطهم أية علاقة بالقطاع الأ تواجدهم الغير القانوني بالمؤسسة ووزرتهم البيضاء والذين قد يشكلون مصدرا للخطر بدل محاربته، أما تجهيزاتها فمعطلة لفترات ولا يتم اصلاح أعطابها الا بعد أن تتراكم المواعيد ويتطلب تجفيفها شهورا وقد تتعرض للعطب مرة أخرى حتى قبل ذلك، أما الأدوية فقد اصبحنا ننتظر حلولها بالمؤسسات الصحية كما ينتظر فلاح قطرات شتاء في ظل موسم جاف ، وان كانت هذه معاناتكم كلما طلبتم خدمة صحية ، فهي معاناتنا وبشكل أكبر كوظفين بهذه المؤسسات لأننا نعيشها مع كل مواطن منكم ونعيشها نحن كذلك كلما كنا في حاجة للعلاج باحدى المؤسسات الصحية ولو كانت تلك التي نعمل بها وينطبق علينا القول ” جزار ومعشي باللفت “
. أختي المواطنة ، أخي المواطن ان احتجاجاتنا اليوم ، ليس كما يريدون أن يوهموكم قصد تأليبكم ضدنا، عبر تجنيدهم لمجموعة من المواقع والأبواق الموضوعة رهن اشارتهم بأننا نقوم بالاضراب لأننا نتوخى الزيادة في أجورنا بل ويؤكدون أننا استفدنا من ذلك سابقا ، ونحن اذ نعتبر أنفسنا جزءا منكم وهذا النداء قناة لنبلغكم الحقيقة التي لا ينفيها الا كاذب وهي أننا لم نستفذ من أية زيادة وحتى وعودهم انقلبوا عليها لأنها كاذبة ولن ينجو أحد منا من قبضة القروض ان أراد الاحتفال بعيد الأضحى لهذه السنة وكما كان ذلك في السنوات السابقة ، أما الهدف والمبتغى الرئيسي من نضالنا هو الدفاع على المؤسسات الصحية كمؤسسات عمومية تابعة لوزارة الصحة والحفاظ على الطابع الاجتماعي للقطاع والذي لن يتم طبعا الا باستمرارنا بهذه المؤسسات كموظيفن عموميين تابعين لوزارة الصحة اداريا وماليا ، هذا ضدا على سياستهم التي حولت صحة المواطن الى بضاعة تخضع لمنطق العرض والطلب في سوق الاستثمار فبدأت في بيع المؤسسات الصحية وهي تنوي تفويتنا للمستثمر كما تفوت البناية وتجهيزتها ، ففي منطقهم لا فرق بين البشر والحجر ، وقذ تلاحظون من خلال معاشكم اليومي أو عبر وسائل اعلام اصبحت بوقا اشهاريا لافتتاح مصحات خاصة “مصنفة” تنبث في مختلف المدن كالفطر، ونظرا لضخامة هذه الاستثمارات فسوف تبتلع اضافة للمؤسسات العمومية ، العيادات الطبية والمصحات الصغرى ، ومطلبنا هذا الحفاظ على وضعية الموظف العمومي ستجدونه في مقدمة بلاغات التنسيق النقابي الوطني .
أختي المواطنة ، أخي المواطن المعركة من اجل الحق في الصحة معركتنا جميعا ، ضمانتها مؤسسات صحيةعمومية يشتغل بها موظفون عموميون ، يخضعان معا (المؤسسات الصحية والموارد البشرية) اداريا وماليا لوزارة الصحة، ودون ذلك ستتراكم أرباحهم وتتعدد أمراضنا وتكثر عاهاتنا وتتفاقم معاناتنا.