حميد سامر
في ظل توتر علاقاتها مع المغرب، باتت الجارة الشرقية الجزائر تتوجه نحو تعزيز علاقاتها مع إيران، بعد تعبيرها في مواقف متفرقة، عن مواقف تتماهى فيها مع الموقف الإيراني، آخرها مطالبتها بعودة سوريا إلى جامعة الدول العربية.
وفي السياق ذاته، بحث وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الخميس، مع وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة، وتيرة العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك على الساحتين الإقليمية والدولية، مشيرا إلى العلاقات السياسية الجيدة بين إيران والجزائر، وأعرب عن أمله في أن تتطور العلاقات بين البلدين في جميع المجالات.
وتحدث وزير الخارجية الإيراني، حسب ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية، عن الموقف الجزائري من عضوية إسرائيل في الاتحاد الإفريقي، وقال إن “الجزائر تصرفت بحكمة ومنطق”، كما وصف موقف الجزائر من عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية بأنه “موقف عقلاني”.
التقارب الجزائري الإيراني في ظل التوترات القائمة، شكل مصدر قلق للمغرب، ولإسرائيل وقوى دولية أخرى كذلك، وهو ما سبق وعبر عنه يائير لابيد وزير الخارجية الإسرائيلي لدى زيارته للمغرب قبل أشهر قليلة، وقال عقب لقائه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، “نحن نتشارك معا بعض القلق بشأن دور دولة الجزائر في المنطقة، التي باتت أكثر قربا من إيران وهي تقوم حاليا بشن حملة ضد قبول إسرائيل في الاتحاد الإفريقي بصفة مراقب”.
وكان المغرب قد قرر قطع علاقته مع إيران شهر ماي من عام من 2018، إذ طلب من سفيرها مغادرة الرباط، واستدعى سفيره من طهران، في خطوة كانت كلمة السر فيها هي الصحراء، حيث أعلن وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة حينها، أن إيران تقدم دعما “ماليا ولوجيستيا” لجبهة البوليساريو عن طريق حزب الله اللبناني الذي يوفر أيضا تدريبات عسكرية للجبهة.
وشدد وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، على أن المغرب “يتخذ احتياطاته” بخصوص “التهديدات الإيرانية” الموجهة ضد أمن المواطنين المغاربة، موردا أن “طهران لا زالت مستمرة في تدريب وتسليح عناصر جبهة البوليساريو”
وهو ما عقب عليه المتحدث باسم وزارة الخارجیة الإيرانية آنذاك، حينما نفى “الاتهامات التي وجهها وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة إلى إيران، بدعم جبهة البوليساريو وتزويدها بالسلاح لتهديد أمن المغرب ووحدته”، مشيرا إلى أن “تكرار تلك الاتهامات يأتي بسبب دعم المغرب لإسرائيل”.