المواطن24
في جو احتفالي وأجواء يسودها الانضباط ، بدأ أنصار الاسود شبيبا وشبابا رجالا ونساء وأطفالا ساعات قبل ضربة البداية في التقاطر على ملعب الثمامة الجميل ، مرتدين أقمصة الاسود ومزينين بالعلم الوطني وبعضهم حاملا للطبول والمزامير، السلاح الفتاك الذي أحدث أثرا في نفوس اللاعبين وحفزهم على بذل الغالي والنفيس وبالتالي تقديم مباراة من المستوى الرفيع نتيجة وأداء.
وسواء في الطريق أو داخل الملعب لا شعار يعلو على شعارات “ديما مغرب” و ” فيفا مغرب” و”جيبوها يا الاولاد ” و “الليلة نجيبوها” وأناشيد أخرى رددها الجمهور المغربي ومعهم الأخوة من جل الاقطار العربية الذين طاوعوا ألسنتهم ودربوها على الدارجة المغربية لمساندة الاسود ودفعهم على هزم الشياطين الحمر.
نصف ساعة قبل ضربة البداية، امتلأ المعلب عن آخره بجماهير الاسود ومعها الجماهير العربية التي انخرطت في مبادرة لدعم المنتخبات العربية المشاركة في المونديال تعبيرا عن التضامن والوحدة العربية .
لامكان للصمت الكل يصدح بالشعارات المحفزة .وما تبقى من المقاعد ملأته جماهير بلجيكية لم يسمع لها صوت امام الزلزال الذي احدته عشاق الاسود.
لحظة دخول اللاعبين للتسخينات انفجر الجمهور رافعا شعارات محفوظة عن ظهر قلب لدى عشاق الاسود .وبدت الاجواء شبيهة بما تتم مشاهدته في ملعب “دونور” بالدار البيضاء أو ما يسمى بحجيم الفرق المنافسة أو بملعب الامير مولاي عبد الله بالرباط ما جعل اللاعبين يردون التحية بأحسن منها وبحركات تدل على انهم سيكونون في الموعد.
قمة احتفالية جماهير الاسود سواء القاطنة بقطر أو تلك التي حجت من كل المدن المغربية ومن باقي دول العالم تجسدت خلال لحظة عرف النشيد الوطني .
الكل يردد وبحماسة كبيرة وبروح وطنية عالية وباحترام كبير ايضا اتضح عندما قابلت الجماهير عزف النشيد الوطني البلجيكي بما يليق باللحظة من احترام وتقدير. أعطيت ضربة البداية وجاء دور اللاعبين لعزف أحسن سمفونية .
وبالفعل بدا “الاولاد” على أتم الاستعداد وأداروا الشوط الأول بحنكة الكبار وب”تكتيك” الدهاة من قبل المدرب وليد الركراكي، وكادوا أن ينهوا هذا الشوط بهدف التقدم لولا “الفار” الذي احتسب تسللا بدل الهدف وأجهض ولو مؤقتا فرحة الجماهير .
مع العودة من مستودع الملابس بدت عزيمة الأسود أكثر وضوحا فيما المنتخب البلجيكي كان يداري الجرة عله يظفر بنقطة توصله إلى الاربعة وتقربه من الدور الثاني.
وفي “كوتشينغ” مضبوط أدخل وليد بداية كلا من بوخلال والصابيري، هذا الاخير لم يقو على الصبر ورد الهدية بأحسن منها مسجلا على عملاق الريال تيبو كورتوا من ضربة حرة ولا أروع لتكتمل الفرحة بمجهود خرافي من قبل رجل المقابلة حكيم زياش الذي راوغ ومرر على طريقة الكبار في اتجاه البديل الثاني زكريا بوخلال الذي أسكنها في الشباك ليشعل الفرحة في المردجات وفي كل المدن المغربية وأينما كان المغاربة عبر العالم.
إبداع الجماهير المغربية تجسد أيضا في السلوك الحضاري الذي أبانوا عنه عندما بادروا ولثاني مرة على التوالي الى تنظيف مدرجات ملعب الثمامة في مبادرة تنم عن وعي وتجسد حس المسؤولية لدى المغاربة.
كما في الدخول أو أثناء الخروج حرس المنظمون القطريون على تسهيل مأمورية الجمهور باتباع إجراءات تنظيمية ساهمت في الانسيابية وفي عدم حدوث اي فوضى ليؤكدوا أنهم أحق بتنظيم هذا العرس العالمي.
الأسود امتعت والجماهير ابدعت والاكيد أن السهرة ستتواصل بسوق واقف بالدوحة وبالمدن المغربية والعواصم العالمية في ليلة ستكون بيضاء وفي انتظار الفرحة الكبرى ..فرحة العبور للدور الثاني على حساب كندا ان شاء الله.