فرانكفورت-ألمانيا:فاطمة أحمد الشدادي
زرتُ ألمانيا الإتحادية تلبية لدعوة جمعية الأطلس السوسيو ثقافية بفرانكفورت للمشاركة في المائدة المستديرة تحت عنوان:”الإنفتاح الثقافي وحوار الحضارات في بلد المهجر رؤى وتجارب لمغاربة العالم بألمانيا “
وسهرة فنية كبرى وذلك بمناسبة الذكرى80 لتقديم وثيقة المُطالبة بالإستقلال ورأس السنة الأمازيغية 2974،وكان لي الشرف للجلوس مع تُلة من المثقفين ومن الفعاليات والكفاءات من مغاربة العالم الذين يُشرفنا المملكة المغربية بأوروبا والعالم. وكانت مداخلتي المتواضعة كالتالي: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة على اشرف المرسلين سيداتي سادتي أيها الحضور الكريم بمناسبة السنة الأمازيغية الجديدة 2974 والذكرى 80 لتقديم وثيقة الاستقلال،يُسعدني بكل افتخار واعتزاز حضوري معكم في هذه المائدة المستديرة تحت شعار:
“الإنفتاح الثقافي وحوار الحضارات في بلد المهجر رؤى وتجارب لمغاربة ألمانيا ” ولبُدٌَ لي هنا أن أقف وقفة تقدير وإجلال لجمعية الأطلس السوسيو ثقافية بفرانكفورت ولرئيسها الأستاذ الحسين عبد المالكي وجميع أعضاء الجمعية على الخدمات الجليلة التي يقدمونها للإنسانية وتشريفهم بألمانيا الاتحادية لوطنهم المغرب الحبيب،جيئتكم من أرض السلام والتعايش والتسامح تطوان مُفتخرة ومُعتزة بمغاربة العالم وخاصة الجالية المغربية المقيمة بفرانكفورت ألمانيا الإتحادية التي داع صيتها بعملها الدؤوب في مجال الإجتماعي والخيري والإنساني وخاصة في زلزال الحوز برهنتم على وطنيتكم المسؤولة، كما أنتهز هذه الفرصة لأهنئكم على فوز الجمعية بجائزة المجتمع المدني وتستحقون أكثر على ما تقومون به من تضحيات في سبيل رفع راية المغرب عالياً في سماء النجاح والتميز والتفوق
. فمداخلتي ستكون على الإنفتاح والمحافظة على الهُوية المغربية العريقة. فبصفتي رئيسة جمعية إشراقات قلب للأشخاص ذوي التثلث الصبغي بتطوان ورئيسة جمعية تمودة باي للسياحة الطبيعية وعضوة المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة ستكون مداخلتي عن الانفتاح والمُحافظة عن الهُوية المغربية العريقة. فالإنفتاح عامل مُهم في حياة الشعوب لأنه السبيل لتحقيق التواصل الاجتماعي والتعايش الإنساني،فعندما يعيش المرء في مجتمع مُتعدد الثقافات، يجد نفسه مُلزماً بمقابلة أشخاص من جنسيات وخلفيات مُختلفة في كل مكان، في العمل والشارع ومراكز التسوق والنوادي الرياضية والأماكن العامة والمُناسبات الاجتماعية وغيرها.
كما يصادف أنماطاً مُختلفة من السلوك واللغات والأزياء والخيارات الغذائية التي تختلف كثيراً عنه، ولذا يكون بحاجة دوماً إلى عقل منفتح يُساعد على احترام هذه الاختلافات وتقبلها. ومع ذلك، فإن الانسجام الثقافي ما هو إلا جانباً واحداً من شخصية الإنسان المُنفتح
. فقيم التسامح والانفتاح تنعكس بالخير على جميع مناحي الحياة، وتُساعد الفرد على الاستمتاع بحياة سعيدة، والتأثير بشكل إيجابي على من حوله، والتعامل بشكل لائق مع كل ما يمكن أن يتعرض له من مُشكلات يومية، سواء أكانت مع أفراد الأسرة أو زملاء العمل أو الأصدقاء أو حتى الأشخاص الآخرين الذين يُقابلهم في الشارع. فجلالة الملك محمد السادس نصره الله لا زال وسيبقى أشد حرصاً على الهُوية الوطنية المغربية بجميع مكوناتها العربية والإسلامية والإفريقية والامازيغية والاندلسية ويؤكد جلاته دائماً على الدفاع عن “هُويتنا العريقة..وأعضاء دفعة جديدة وقوية لثقافتنا الأمازيغية التي تُشكل ثروة وطنية لتمكينها من وسائل المُحافظة عليها والنٌُهوض بها وتنميتها”
. وكما نحتفل هذه السنة أيضاً بالذكرى 80 لتقديم وثيقة الاستقلال. و كما تُشكل هذه الذكرى تقديم وثيقة المُطالبة بالاستقلال (11 يناير 1944) حدثاَ تاريخياً بارزاً وراسخاً في ذاكرة كل المغاربة، ويحتفي بها المغاربة وخاصة مغاربة العالم وفاءً وبروراً برجالات الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، وتخليداً للبطولات العظيمة التي صنعها أبناء هذا الوطن بروح وطنية عالية وبإيمان عميق، وبعدالة قضيتهم في تحرير الوطن، مضحين بالغالي والنفيس في سبيل الخلاص من نير الاستعمار وصون العزة والكرامة. فما سبب أهمية الانفتاح؟
إن القُدرة على فهم مُعتقدات الآخرين وُممارساتهم واحترامها تجعل الفرد أكثر قُدرة على بناء علاقات مُنسجمة مع الآخرين، إذ يُساعد الإنفتاح في وضع الخلافات جانباً والمُضي قُدماً كأفراد وكمجتمع. فالمملكة المغربية كانت دئما عُنواناً للتسامح والتعايش والإنفتاح على الآخر،والجالية المغربية المقيمة في الخارج لها سُمعة طيبة في الاخلاق الحميدة والتعامل الإنساني والعملي في شتى الميادين. والمغرب يُساهم في توحيد جهود الجميع لجعله واحداً من أكثر الدول أماناً وازدهاراً في العالم. فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
. لقد أعجبتُ كثيراً بمدينة فرانكفورت الرائعة والجالية المغربية التي تُشرف وطنها.
تقع فرانكفورت وسط غرب ألمانيا، بمحاذاة ضفاف نهر الماين في ولاية هسن، وتُعدّ العاصمة الاقتصاديّة لألمانيا، وهي مُلتقى شبكة كبيرة من المواصلات الجويّة والبريّة والبحريّة حول ألمانيا وأوروبا، وتُعرَف فرانكفورت بأنّها من أقدم المُدُن التي أصدرت الصُّحف على مستوى العالم؛ حيث تصدر فيها صحيفتان كبيرتان من الصحف الألمانيّة اليوميّة، هما: فرانكفورتر ألغماينة تسايتونغ الليبراليّة المُحافظة، وفرانكفورتر روند شاو اليساريّة الليبراليّة، بالإضافة إلى صحيفة البورصة الألمانيّة
. معلومات عن مدينة فرانكفورت لمحة تاريخيّة تدلّ الأثار الموجودة في مدينة فرانكفورت على أنّها قد سُكِنت منذ العصر الحجريّ، ويعود للرومان أمر اكتشاف المدينة منذ القرن الأول قبل الميلاد، وقد تمّت الإشارة إلى المدينة في المخطوطات التي ألّفها إيغنهارد في القرن الثامن للميلاد، وكان يتمّ أثناء عهد حكم الإمبراطور شارلمان من العام 800م إلى العام 81