اتغطية نورالدين قنديل ـ المواطن24
الخميس 15 ماي 2025 بالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بن صالح نظمت المدرسة العلياا للتكنولوجيا بالفقيه بن صالح، بشراكة مع مجموعة البنك الدولي، وبرنامج الأمم المتحدة، ومركز
السياسات من أجل الجنوب الجديد، بشراكة مع منتدى 2040، الدورة العشرين من مبادرة «حوار
التنمية» تحت عنوان: “سوق الشغل في المغرب: كيف نلائم طموحات الشباب مع متطلبات
السوق؟”، وذلك يوم الخميس 15 ماي 2025، بـالمدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بن صالح. في مدخلاته اشار الاستاذ المصطفى راكب ان هذه المبادرة، التي نعتزّ بشراكتنا فيها مع مؤسسات
مرموقة، تمثل نموذجًا يحتذى به في التعاون بين المؤسسات الوطنية والدولية، من أجل إرساء فضاء للحوار المسؤول والمفتوح، تُسمع فيه أصوات الشباب، ويُصغى فيه لتطلعاتهم، ويُعترف فيه بدورهم المحوري في بناء نموذج تنموي جديد لبلادنا
كما اشار إننا نعيش اليوم في سياق معقد، تتقاطع فيه تحديات محلية وعالمية. فالمغرب، كغيره من بلدان الجنوب والشمال على حد سواء، يواجه تحوّلات عميقة على مستوى بنية الاقتصاد، بفعل الرقمنة، والذكاء الاصطناعي، والتحوّل البيئي، والعولمة المتسارعة
. هذه التحوّلات تُعيد صياغة شروط الشغل، وتطرح علينا، كجامعات ومؤسسات تعليم عالٍ وتكوين مهني، وكفاعلين اقتصاديين وسياسيين، مسؤولية تاريخية لإعادة التفكير في منظوماتنا، وتكييفها مع واقع جديد.
في المقابل، نقف أمام شباب طموح، متعلّم، متابع لما يجري في العالم، يرفض الأجوبة الجاهزة، ويبحث عن مسارات مهنية ذات معنى، تحقق له الاستقرار، لكن أيضًا الكرامة، وتحترم أحلامه وتمنحه فرص التطور والنمو.
إن الفجوة بين تكوين الشباب وحاجيات السوق ليست جديدة، لكنها أصبحت أكثر تعقيدًا في ظل تغير طبيعة المهارات المطلوبة، حيث لم تعد الشهادات كافية لضمان الإدماج في سوق العمل، بل
أصبحت الكفاءات العابرة للتخصصات، والقدرة على التكيّف، والتعلم المستمر، وروح المبادرة، هي المفاتيح الأساسية للاندماج الناجح. وهنا، يبرز دور الجامعة كفاعل مركزي في منظومة التنمية. لم
يعد دور الجامعة يقتصر على تلقين المعارف، بل أصبحت مطالبة بأن تكون فاعلًا اقتصاديًا واجتماعيًا، يستشرف تحولات السوق، ويبتكر في طرق التكوين، ويقيم جسورًا حقيقية بين المعرفة وسياقاتها التطبيقية. كما أن الجامعة مطالبة بتشجيع المقاولة، والبحث العلمي التطبيقي، وربط الطالب بسوق الشغل منذ المراحل الأولى لتكوينه.
لكن هذا الدور لا يمكن أن يتحقق من داخل أسوار الجامعة فقط. فنجاح أي إصلاح مرتبط بمدى انفتاح المؤسسة الجامعية على محيطها، وعلى الشراكات مع القطاع الخاص، ومع المؤسسات العمومية، ومع الجماعات الترابية، ومع كل الفاعلين المعنيين بالتنمية.
في ختام كلمته ،تقدّم الاستاذ المصطفى راكب بخالص الشكر والتقدير إلى الشركاء: البنك الدولي، مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على التزامهم المتواصل
بدعم دينامية التفكير الجماعي، وحرصهم على ترسيخ ثقافة الإنصات والتفاعل مع نبض الشباب المغربي.
كما جدّد شكره لكل من ساهم في تنظيم هذا اللقاء، ولكل من لبّى الدعوة من مختلف القطاعات. شهدت هذه الندوة مشاركة نخبة من الخبراء والمختصين في الاقتصاد والتنمية، حيث تم تقسي
البرنامج إلى مداخلات علمية و ورشات تحضيرية و جلسات نقاش بين المتدخلين والمشاركين من فاعلين اقتصاديين وأساتذة باحثين وطلبة. وركز النقاش على التحديات التي تواجه الشباب المغربي
في ولوج سوق الشغل، والتقاطعات القائمة بين التكوين الأكاديمي وحاجيات السوق. كما تم التأكيد على أهمية تطوير الكفاءات الذاتية والمهنية، وتعزيز التعاون بين المؤسسات التعليمية والقطاع الخاص.



