قجيم/منسقة في الديار الفرنيسة
باسم جمعية المغاربة الأوفياء للولاء الملكي، وتحت الرعاية السامية لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، يشرفني، بصفتي مندوبة الجمعية في الديار الأوروبية، أن أتناول بشغف وفخر القرار التاريخي لجلالته المتمثل في إحداث المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج، والذي جاء في سياق خطاب سامٍ حمل أبعاداً استراتيجية عميقة ورؤية حكيمة لمستقبل الجالية المغربية حول العالم فمنذ اعتلائه عرش أسلافه الميامين، أبدى جلالة الملك محمد السادس اهتماماً استثنائياً بمغاربة المقيمين بالخارج. هذه الفئة التي تمثل امتداداً حضارياً وثقافياً واقتصادياً لوطننا، لطالما كانت في صلب الأولويات الملكية، نظراً لدورها المحوري في الدفاع عن المصالح العليا للوطن والمساهمة الفاعلة في الاقتصاد الوطني.
خطاب جلالة الملك الأخير شكّل محطة مفصلية في هذا السياق، حيث أكد جلالته على ضرورة إعادة النظر في الإطار المؤسساتي المخصص لشؤون الجالية، بما ينسجم مع التحولات الراهنة وطموحات الأجيال المتعاقبة فأعلن جلالة الملك عن رؤية شاملة ترتكز على محورين رئيسيين: مجلس الجالية المغربية بالخارج مؤسسة دستورية مستقلة تعمل كهيئة استشارية.
فهي تمثل مختلف مكونات الجالية وتعكس تنوعها الثقافي والاجتماعي. وتضطلع بمهمة التفكير الاستراتيجي وتقديم الاقتراحات التي تعزز ارتباط الجالية بوطنها. فهي تُعدّ بمثابة صوت المغاربة المقيمين في الخارج، بما يضمن إيصال تطلعاتهم وهمومهم لصانع القرار الوطني. وفي هذا السياق، نؤكد كمغاربة مقمين بالخارج تطلعنا إلى أن يضم مجلس الجالية المغربية بالخارج أفراداً ينتمون فعلاً إلى الجالية، يعيشون في بيئتها، ويفهمون تحدياتها وتطلعاتها، ليكونوا صوتاً صادقاً يُجسد تمثيلية حقيقية لهذه الفئة العزيزة علينا جميعا ٠
المؤسسة المحمدية للمغاربة المقيمين بالخارج ذراع تنفيذي فعّال يسعى إلى توحيد الجهود وتنسيق الاستراتيجيات الوطنية الموجهة نحو الجالية. فتهدف إلى تسهيل الإجراءات الإدارية، وتطوير خدمات مخصصة للمغاربة بالخارج باستخدام الرقمنة. وتدعم الكفاءات المغربية في الخارج وتشجعها على استثمار قدراتها في خدمة الوطن الأم. فهي تعمل على تعزيز الاستثمارات المغربية بالخارج وربطها بالتنمية الاقتصادية داخل المملكة.
فالمبادرة الملكية ليست مجرد تنظيم إداري أو هيكلة مؤسساتية، بل تحمل أبعاداً استراتيجية عميقة تشمل: تعزيز الهوية الوطنية: من خلال دعم التكوين الثقافي والديني وربط الأجيال الجديدة بجذورها المغربية. فتقوية الاقتصاد الوطني: عبر استقطاب الاستثمارات ودعم الكفاءات المغربية في الخارج.
وإشعاع المغرب دولياً: بفضل الجهود الجماعية لأبناء الجالية، الذين يمثلون سفراء للمملكة في مختلف بقاع العالم. ان تحقيق العدالة الإدارية: من خلال تسهيل الإجراءات وتطوير الخدمات، بما يعكس عناية الدولة برعاياها في الخارج. بصفتي مندوبة الجمعية في أوروبا، أؤكد التزامنا التام بدعم هذه التوجهات الملكية السامية. سنعمل بكل جد وإخلاص على ترجمة هذه الرؤية إلى أرض الواقع، بالتعاون مع كافة أفراد الجالية ومؤسسات المجتمع المدني، من خلال: تنظيم لقاءات دورية لتوعية الجالية بمضامين هذه الرؤية الملكية.
تعزيز الشراكات مع المؤسسات الوطنية لتسهيل وصول الجالية إلى الخدمات الجديدة. إطلاق مبادرات ثقافية ودينية تربط الجيل الجديد بوطنه الأم. دعم وتشجيع الكفاءات المغربية بالخارج على المساهمة في التنمية الوطنية
. في الختام، نجدد الولاء والوفاء لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس نصره الله، ونسأل الله أن يحفظه ويسدد خطاه. هذه الخطوة التاريخية تعكس حب جلالته وحرصه الدائم على أبنائه في الداخل والخارج، وترسّخ مكانة المملكة كرمز للعزة والاستقرار. نسأل الله أن يديم على وطننا الأمن والرخاء، وأن يجعلنا دائماً عند حسن ظن جلالته، متشبثين بقيمنا الوطنية ومساهمين في نهضة وطننا العزيز. عاش الملك.. عاش الوطن.. والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.٠