[success]المواطن 24/متابعة[/success]
في ظل توسع رقعة انتشار السلالات المتحورة الجديدة عن فيروس كورونا المستجد، بدأت التحذيرات في المغرب، من مغبة تسبب التراخي في انتشار إصابات بالسلالات الجديدة، قبل التمكن من الحصول على مناعة جماعية عبر تعميم التلقيح على أكبر عدد من المغاربة.
وفي السياق ذاته، قال الطيب حمضي، الطبيب، والباحث في السياسات، والنظم الصحية، في مداخلة له على وسائل الإعلام الوطنية، أمس الأربعاء، إنه على المستوى العالمي، هناك عدد من السلالات الجديدة لكوفيد-19، الأكثر انتشارا، منها السلالة البرازيلية، والجنوب إفريقية، والبريطانية، وهي السلالة المتحورة، التي تمكنت من دخول المغرب، وسجلت، إلى الآن، عشرات الإصابات.
وعن خصائص السلالة الجديدة، التي بدأت تسجل إصابات بها في المغرب، قال حمضي إنها تتميز بسرعة انتشار تصل إلى 70 في المائة أكثر من السلالة القديمة، كما أن دراسات تقول إن خطورتها ربما تتجاوز خطورة السلالة القديمة، بما يصل إلى 35 في المائة من نسب الوفيات المسجلة، على الرغم من أن عددا من الدول، التي انتشرت فيها هذه السلالة، لم تسجل نفس مستويات الخطورة التي تتوقعها الدراسات.
وعلى الرغم من أن “السلالات الجديدة لا تعرف الحدود، ولا تقف عند الجمارك”، إلا أن حمضي يتفاءل بكون اللقاحات، التي يستعملها المغرب ضد كورونا، وهي لقاحات سينوفارم، وأسترازينيكا، أثبتت فعاليتها ضد السلالة البريطانية الجديدة، وبالتالي “من ناحية اللقاح ليس هناك تخوف”.
وعن جهود المغرب في التصدي للسلالات الجديدة، أكد حمضي أنه عند ظهور أية سلالة في العالم حتى دون اكتشافها في المغرب، فإن المخاوف تبدأ محليا، وقد بدأ المغرب فعليا في اتخاذ احتياطات إضافية في مواجهتها، عن طريق تعليق الرحلات مع الدول التي عرفت تسجيل حالات من السلالات الجديدة، وتكثيف البحوث الجينية بحثا عنها بين المصابين بكورونا في المغرب.
و معلوم أن فعالية اللقاح المستعمل في المغرب ثبتت ضد السلالة البريطانية الجديدة، إلا أن حمضي شدد على أن المسؤولية الكبيرة تقع على عاتق المواطن المغربي، بالحرص على ارتداء الكمامة، والحفاظ على التباعد، الذي يجب أن يصل إلى مترين “لحماية النفس، وحماية البلاد”، بالإضافة إلى الإقبال على التلقيح ضد كورونا “كلما لقحنا أكثر سنكون في منأى عن السلالات”.
في السياق ذاته، ذهب الدكتور سعيد عفيف، عضو اللجنة العلمية للتلقيح، في الاتجاه نفسه. حيث شدد، على أن خطورة السلالة البريطانية المتحورة لفيروس كورونا تكمن في “أنها معدية بشكل أكبر وسريعة الانتشار، إذ تبلغ نسبتها 70 بالمائة ومن بينها تكون 5 بالمائة حالات حرجة الناس ومن ضمنهم الذين يتفوا لا قدر الله”.
واعتبر عفيف أن السلالة البريطانية التي سجلت في بلادنا “لازالت حالاتها قليلة ولو كانت عندنا الطفرة موجودة بقوة لارتفع عدد الإصابات ولعانات منظومتنا الصحية”.
وزاد مبينا “ينبغي نلتزم بالتدابير الاحترازية وهي الحل، وعلينا الالتزام بالتباعد الاجتماعي والحمد لله تمكننا رغم أننا ليست لنا منظومة صحية مثل الدول المتقدمة ولم نشاهد المصائب التي عاشتها دول كإيطاليا وإسبانيا”.
كما أشاد عفيف ب”الإجراءات التي اتخذتها الدولة لحماية المغاربة من تمديد الحجر الصحي وقرار تعليق الرحلات الجوية مع الدول التي توجد فيها الطفرات الجديدة لفيروس كورونا”.
وكان ائتلاف المختبرات الجينية، والسلالات المنتشرة لفيروس “كورونا” على المستوى الوطني، قد أعلم، قبل أيام قليلة، عن كشف 21 متحورا جديدا من السلالة الإنجليزية، وفق ما ذكره بلاغ لوزارة الصحة.
وأوضحت وزارة الصحة أن العدد الإجمالي للطفرات الجديدة لفيروس كورونا المستجد – 19 يصل إلى 24 سلالة تم الكشف عنها إلى حد الآن، مشيرة إلى أن جهاز المراقبة الجينومية لم يكتشف حتى الآن أي نوع من التحور الجنوب إفريقي، أو البرازيلي لفيروس “كورونا” في المغرب.