[success]المواطن24[/success]
متى نعترف بالفن و برجال و نساء الفن ؟ متى نحترم الفن حسب اهتمامات كل مجال فني ؟ و السينما فن شامل ، لابد له إلا أن يكون مرٱة الفن عامة . وهي بذلك أصبحت مقصدا ٱخر لبعض الناس الذين يرون فيها مكسب نخوة ، شهرة و عملة .
إن الفنان الحقيقي لا يلهث وراء المكتب ولا يعدو وراء صناديق المال و الأعمال ، ولكن يحبس هدفه في تحقيق ممارسته الفنية التي تمتعه . لذلك لابد أن يعي الفنان السينمائي أن مكانته كذلك في تدبير شؤون إدارة مجاله ضروري ، لأن السينما لم تعد ميدانا لصناعة الفيلم بأنواعه ،ولكن هي مجال شاسع أصبح في حاجة ماسة لإدارة شرعية مقننة .
و على الفنان أن يملأ فراغه الإداري ، لأنه من يعرف خبايا و شعاب حقله المتعددة ، و الخطأ أن يدبر الأمر الإداري للسينما شخص وافد ، يجد في نفسه بكل ثقة مزيفة أنه المناسب . و من بين الإدارة الصعبة داخل المنظومة السينمائية : المهرجان ، الذي يعد ركيزة أساسية تعتمد عليها السينما الدولية الآن ، لذلك فهو يحتاج إلى طاقم من داخل الحقل ، ولا حاجة له بالسياسي المحض أو الاداري المحض .
إن الحقل السينمائي غني بأطره الفنية التي لها ما يؤهلها أكثر من غيرها في التسيير الإداري الذي يتماشى و الهدف الفني لأي مؤسسة سينمائية ، و لا يمكن أبدا أن يكون المهرجان مقصدا ٱخر يقصده الآخرون من أجل تحقيق أهداف لا فنية .
كثيرا ما أصبحنا ننتبه إلى بعض الشخصيات العمومية القادمة من ميادين مختلفة ، تغطي بعضا من فراغها الذي أصبحت تعيشه بالانضمام و التعيين على رأس الهيئات الفنية لتحقيق مجموعة من الرغبات مبررة أنها لم تكن يوما بعيدة عن السينما و الفن ولكن كانت تواكب الفعاليات و تشاهد الأفلام ، و هذا من صميم فعل أي متلق .
لا يمكن للفنان الآن أن يصفق لمثل هاته الحالات وهو يرى مكانته الفنية تقزم و تحتقر بقصد أو بدونه ، ولابد له أن يعي حقيقته في تدبير شؤون حقله الفني/السينمائي تدبيرا شاملا .