العرائش: وسيمة جمعون
تُعتبر مدينة العرائش المغربية من أهم المدن بالمملكة المغربية، خاصة في الميدانين الفلاحي و السياحي، فإقليم العرائش تديُساهم بكمية كبيرة من مختلف أنواع الفواكه بالأسواق الداخلية كما يتم تصدير جزء مهم منها الى الخارج، أما في السياحة فهي قبلة مهمة للسياح سواء من داخل البلاد أو من مُختلف دول العالم، وخاصة بعض الإسبان الذين يفتخرون بالعرائش مسقط رأسهم ومنهم من فرض وجوده على الساحة السياسية الإسباتية أو الاعلامية او الفنية وجوه إسانية مُشرفة لمدينة العرائش جوهرة جهة طنجة تطوان الحسيمة.
وإقليم العرائش مُحتاج إلى خلق فضاء للمستثمرين للاستثمار في في المجال الفلاحي والصيد البحري والسياخي حيث أن العرائش ينقصعا فنادق مُصنفة و مطاعم و مقاهي و منتجعات و شواطئ بمميزات و جودة عالمية، لذلك تُعد الفلاحة و السياحة المصدرين الرئيسين لاقتصاد المنطقة، وتقع مدينة العرائش على بعد 86 كيلومترا جنوب طنجة، وترحبُ بضيوفها في أجواء يطبعها الهدوء والسكينة ليتمكن الزوار من التنزه والاستجمام في أحسن الظروف.
فبالإضافة إلى ما تقدمه من أكلات يمكنك تناولها وأنت قبالة البحر، تزخر العرائش أيضا بتوفرها على عدد من المرافق الثقافية التي تسر كل من يرغب في زيارة هذه المدينة الصغيرة ذات الطراز الأندلسي الخالص.
وكما تتميز بواجهاتها البيضاء والزرقاء ومبانيها ذات الطابع المغربي الأصيل، إضافة إلى أسواقها وشواطئها وغاباتها المتوسطية وعدد هام من المواقع الأثرية والتاريخية. إنها مدينة تتمتع برونق خاص يضمن الاستمتاع بعطلة مريحة سواء مع الأهل أو برفقة الأصدقاء.
ونظراً لما تزخر به من مؤهلات عديدة، ستعجبُ الزائر حتماً مدينة العرائش التي تشتهر بألوانها الزرقاء والبيضاء، مثلما أثارت اعجاب الكاتب والشاعر الفرنسي جان جينيه الذي عاش بها السنوات الأخيرة من حياته. لقد عشق مناظرها الطبيعية وفتن بإرث الحقبة الإسبانية في هذه المدينة العريقة. شيدت هذه المدينة الصغيرة على جانب التل المقابل للمحيط الأطلسي ومصب نهر لوكوس و كانت تعتبر الميناء البحري الرئيسي للمغرب في القرن الخامس عشر.
أما تاريخها فيرجع إلى مدينة ليكسوس الشهيرة، وهي مدينة قديمة أسسها الفينيقيون حوالي 1100 سنة قبل الميلاد، إذ خطفت العرائش الأضواء من المدينة الفينيقية بعد بنائها على الجانب الآخر من النهر. ازدادت الأهمية الاستراتيجية للعرائش وتطورت كثيرا مع بلوغ التوسعات الإسبانية والبرتغالية أوجها في المنطقة. وتعد في وقتنا الحالي محطة مميزة تغري الزائرين بأسرارها وبأصالتها المُتجذرة.
وتُعتبر كنيسة السيدة بيلار التي تقع بشارع محمد الخامس إحدى أهم المرافق التي تستهوي الزائرين. تم افتتاحها سنة 1931 وهي معلمة تجمع بين التصميم التقليدي للصليب اللاتيني والهندسة الداخلية الراقية وكذا المجسمات المكعبة، إلى جانب أشكال زخرفية عربية (مثل السبكة). تكتسي الصورة الحضرية للمدينة ككل رونقا وطابعاً خاصاً يضفيه عليها شكل واجهتها الخارجية وبرج الجرس. وقد أصبحت الكنيسة اليوم مركزاً اجتماعياً يستفيد منه عدد هام من الفتيات النزيلات في المؤسسات الخيرية، كما تحولت إلى وجهة تجلب الكثيرين لالتقاط الصور.
وتتمتعُ الع ائش بالمطبخ الإيبيري نظراً لقربها الجغرافي من إسبانيا، فقد تركت هذه الأخيرة أثراً كبيراً على مر التاريخ على الطبخ المحلي للعرائش. فنجد من بين الأطباق الدالة على هذا التأثر مثلاً الباييلا والتورتيلا والجازباتشو والسمك المقلي. وكلها أطباق متوفرة بكثرة في المطاعم العديدة المتواجدة في ساحة التحرير بوسط المدينة.
ولعل أشهر هذه المطاعم تلك التي توجد بالقرب من السوق، والتي تعرض مجموعات متنوعة من أطباق السمك الطازج، إلى جانب تشكيلة كبيرة من الطواجن والسلطات المغربية. أما المقاهي، وخصوصاً تلك التي توجد في بالكون أتلينتيكو (الشرفة الأطلنتية)، فهي بدورها تتميز بمجموعة من الأطباق اللذيذة سهلة التحضير، حيث تقدم على شكل وجبات سريعة يمكن للزائر الاستمتاع بتناولها خلال جلوسه في أحد المواقع المطلة على الواجهة البحرية للمدينة.
أما بالنسبة لوجبة الفطور، فتناول التشوروس أمر لا بد منه خلال زيارة العرائش، ويعرض بكثرة في أروقة الساحة سالفة الذكر أو بالقرب من حديقة هيسبيريديس.لا تنس الذهاب إلى السوق للقيام بجولة كي تتذوق برتقال لوكوس اللذيذ والتي تشتهر به المنطقة كثيراً بالإضافة إلى فواكه محلية أخرى تزخر بها المنطقة و يمكن للزائر الاستمتاع بمذاقها، كالفراولة والبطيخ.
ساكنة إقليم العرائش طامعين في زيارة المولوية السامية لهذه الجهة الهامة بالمملكة المغربية الشريفة