المواطن 24 – الرباط
أكد السيد أندري أزولاي، مستشار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، اليوم الاثنين، أن المغرب يشهد “دينامية استثنائية” بضخ نفس جديد في كل تجليات تنوعه.
وقال السيد أزولاي، في كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لندوة افتراضية دولية تحت شعار “الحفاظ على الذاكرة ونقلها من أجل ترسيخ الإغناء المتبادل”، أن المغرب يشهد دينامية استثنائية فيما يتعلق بضخ نفس جديد في كل تجليات تنوعه وصمود كافة أبعاد تاريخه وترسيخ تجذرها”.
وأضاف السيد أزولاي أن الدول التي تتنكر لتاريخها وتعجز عن مقاومة الأوهام المأساوية الناجمة عن فقدان الذاكرة تهدد مصيرها وتضعفه بنفسها.
وشدد على أنه “إذا لم نتذكر تاريخنا، فمن سيتذكره لنا؟ إننا جميعا بحاجة إلى الماضي لبناء مستقبلنا” معتبرا أن التاريخ “غير قابل للنقض” وأنه “لا يمكن كتابته حسب تقلبات اللحظة .. ففي يوم من الأيام سيفرض على الجميع حقيقة وقائعه”.
وذكر بأن “الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى بيت الذاكرة (وهو فضاء روحي وتراثي للحفاظ على الذاكرة اليهودية المغربية وتثمينها)، بمدينة الصويرة في 15 يناير 2020، ستظل علامة فارقة في تاريخنا. فبفضل الرعاية الملكية، أصبح لهذا الفضاء مكانة خاصة في سجلات تاريخ الحضارات العظيمة وحداثتها”.
وقال مستشار جلالة الملك “في بيت الذاكرة، وانطلاقا من بيت الذاكرة، تكشف ذكرياتنا وتاريخنا المتلاقحة للآخرين عن مدى التقارب والأواصر الوثيقة والملهمة التي عاشها الإسلام واليهودية وصاغاها ونحتاها خلال أكثر من قرنين من الأنوار بمدينة الصويرة”.
وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء بحضور عدد من الشخصيات، من بينهم سالم بن محمد المالك، المدير العام للإيسيسكو، وأمينة بوعياش، رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وإدريس اليزمي، رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، وسيرج بيرديغو، الأمين العام لمجلس الطوائف اليهودية بالمغرب والسفير المتجول.
ونُظم هذا اللقاء بمبادرة من الرابطة المحمدية للعلماء من خلال مركزها “تعارف” – مركز البحث التكوين في العلاقات بين الأديان وبناء السلم- وبشراكة مع سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب ومؤسسة “ذاكرة من أجل المستقبل” و “أرشيف المغرب”.
ويهدف هذا اللقاء المنظم من 25 إلى 28 يناير إلى التفكر في مساهمة الذاكرة وحمايتها ونقلها فضلا عن تعزيز قدرة الأفراد والجماعات على الحفاظ على علاقة منفتحة هادئة مع الآخر.
ويتضمن برنامج هذا اللقاء عرض فیلم “أجراس توملیلین” لمحمد حميد درويش، إلى جانب جلسات للنقاش تتناول مواضيع متعددة من بينها “کیف نعید بعث اللقاءات الدولیة في إفریقیا؟”.
ويأتي هذا اللقاء الافتراضي عقب المؤتمر الإقليمي الأول للمحافظة على الموروث الثقافي للجماعات الدينية، الذي نظمته وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، بشراكة مع الرابطة المحمدية للعلماء وسفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالمغرب يومي 3 و4 أكتوبر 2019.