توفق مباشرالموطن24
بمناسبة حلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة، يتقدم المكتب السياسي لحزب جبهة القوى الديمقراطية بأصدق التهاني وأحر التبريكات إلى الشعب المغربي، وإلى كافة الشعوب التي تحتفي بهذا الحدث الحضاري العريق. هذا الاحتفاء يعكس عمق الهوية المغربية وتنوعها الثقافي، مؤكداً اعتزاز الحزب بهذا الموروث الذي يجسد تاريخًا غنيًا وحضارة متجذرة. يجدد الحزب اعتزازه الكبير بالقرار الملكي السامي القاضي بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية رسمية مؤدى عنها. ويثمن هذه الخطوة التاريخية، إلى جانب جميع المبادرات الملكية المستندة إلى خطاب أجدير التاريخي، الذي أسس لمكانة الأمازيغية كمكون أصيل من مكونات الهوية الوطنية المغربية متعددة الروافد.
ويناشد المكتب السياسي الحكومة لتسريع وتيرة تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية بما يتماشى مع مقتضيات الدستور والقانون التنظيمي 26.16، مع تحمل مسؤوليتها كاملة لضمان التنفيذ الفعلي لهذا الورش الوطني الكبير الذي يواجه تحديات عدة. يشير الحزب إلى أن قطاع التعليم لا يزال يواجه عقبات كبيرة فيما يتعلق بتعميم تدريس اللغة الأمازيغية. على الرغم من الخطوات التي تم اتخاذها، إلا أن المناهج التعليمية تعاني من غياب التكييف المطلوب، بينما يظل تكوين المدرسين قاصرًا. بالإضافة إلى ذلك، يبرز نقص الموارد المادية والبشرية اللازمة لضمان نجاح هذه العملية. يؤكد البلاغ أن استخدام
الأمازيغية في الإدارة والخدمات العمومية لا يزال محدودًا، مما يشكل عائقًا أمام استفادة المواطنين من الخدمات العامة بلغتهم الأم. ويشدد الحزب على ضرورة تعزيز استخدام الأمازيغية في مختلف المرافق لضمان حقوق المواطنين الثقافية. في مجال الإعلام والثقافة، يلاحظ الحزب أن إدماج اللغة الأمازيغية لا يزال ضعيفًا، سواء في وسائل الإعلام الوطنية أو في الأنشطة الثقافية. ويؤكد المكتب السياسي على الحاجة الماسة لتكثيف الجهود لتجاوز هذه العراقيل وضمان حضور الأمازيغية كمكون رئيسي يعكس مكانتها كلغة وطنية. يشدد الحزب على أن تفعيل الطابع الرسمي للأمازيغية ليس مجرد التزام دستوري، بل هو شرط أساسي لتحقيق الإنصاف وتعزيز الانتماء الوطني. ويدعو جميع الفاعلين، من مؤسسات حكومية ومجتمع مدني، إلى تسريع وتيرة العمل لإنجاح هذا الورش الوطني الهام في مختلف أبعاده.
كما يدعو المكتب السياسي كافة المغاربة إلى استغلال هذه المناسبة لتعزيز قيم الوحدة الوطنية في إطار التنوع الثقافي، والاحتفاء بثراء الهوية المغربية بما يساهم في تحقيق التنمية المستدامة وبناء مستقبل مشترك لكل المغاربة.