– المواطن24
تستمر مؤشرات بقاء العلاقات الاستراتيجية بين ليبروفيل والرباط في “مستوياتها المتقدمة” على الرغم من العملية الانقلابية التي أطاحت بـ”صديق المملكة” علي بونغو؛ فبعد استقبال السفير المغربي من قبل الحكومة الانتقالية، جددت الغابون دعمها لمغربية الصحراء.
وفي كلمة لها خلال اجتماعات اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة، أشادت ممثلة الغابون بـ “مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب في سنة 2007 باعتباره مقترحا يمكّن الأطراف من الوصول إلى حل مقبول”. وقالت الديبلوماسية الغابونية إن
“جهود السلطات المغربية في الأقاليم الجنوبية رفعت من مؤشرات التنمية البشرية”، مشيدة بـ”مستوى حقوق الإنسان في الصحراء المغربية”. وذكّرت ممثلة ليبروفيل بأن “بلادها من الدول التي فتحت قنصليات لها في العيون والداخلة المغربيتين”، مؤكدة أن “الغابون تدعم جهود المبعوث الأممي الشخصي للصحراء، كما أن التزامه بإنجاح مهمته يتجلى في زيارته إلى
المنطقة وعقد محادثات ثنائية مع الأطراف”. وقبل أسبوع، استقبل الجنرال بريس أوليغي نغيما، الرئيس الانتقالي في الغابون، سفير الرباط بليبروفيل، عبد الله الصبيحي، وتم بعدها التأكيد على الالتزام بتعزيز شراكة جنوب-جنوب بين الدول الشقيقة. وتقيم كل من الغابون والمملكة المغربية “شراكة استراتيجية” عنوانها التعاون الاقتصادي والتجاري، الذي وصل إلى حد الاندماج بين الشركات للوصول إلى السوق الدولية كما هو الحال مع شركة “سيما-خشب الأطلس”. ورغم الإطاحة بنظام علي بونغو المقرب من المملكة المغربية، إلا أن الرباط التزمت الحياد “التام”، إذ دعت إلى “أهمية الحفاظ على استقرار هذا البلد الشقيق وطمأنينة شعبه”.
محمد عطيف، باحث في العلاقات الدولية والعلوم السياسية، يرى أن “التحولات الاستراتيجية التي تعرفها الغابون بشكل خاص، والقارة السمراء بشكل عام، لا تؤثر على قضية الصحراء المغربية”. وصرح عطيف بأن “الرئيس الانتقالي الجنرال بريس أوليغي نغيما له موقف من دعم القضية المغربية، والكل رأى كيف تم استقبال السفير المغربي عبد الله الصبيحي”. “المغرب والغابون يقيمان شراكة اقتصادية مهمة،
كما أن الرباط تعرف أصدقاءها جيدا في القارة الإفريقية، الذين يدعمون مغربية الصحراء، فيما تبقى أقلية ضعيفة في ضباب أطروحة الانفصال”، يقول المتحدث ذاته. وخلص الباحث في العلاقات الدولية والعلوم السياسية إلى أن “المغرب باعتباره قوة اقتصادية وإقليمية في القارة الإفريقية، يعرف جيدا كيف يقيم علاقات مبنية على التعاون والاحترام مع جل الشركاء العالميين”.
من جانبه، اعتبر حفيظ الزهري، محلل سياسي، أن “العملية الانقلابية لم تقم بتغيير جذري في الغابون، بل فقط على مستوى النظام الحاكم، وذلك مع الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع الشركاء الخارجيين”. وأورد الزهري، في تصريح ، أن “العلاقات الغابونية-المغربية لها بعد كبير واستراتيجي، وتتميز بالتنسيق على المستوى الأممي والإقليمي في جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك
. ولفت المتحدث عينه إلى أن “تجديد الغابون دعم مغربية الصحراء، أمر منتظر، بحكم أن العلاقات لم تتأثر بالعملية الانقلابية وستواصل التقدم في مستوياتها المعهودة”.
وبين المحلل السياسي ذاته أن “التنسيق سيستمر بين الطرفين، سواء على المستوى السياسي، خاصة فيما يتعلق بالاتحاد الإفريقي، أو على المستوى الاقتصادي من خلال زيادة المبادلات والاستثمارات المشتركة