جبير مجاهد
يعد المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي أحد المواعيد الثقافية التي أضحت تميز مدينة خريبكة، والتي داع صيتها واكتست طابع العالمية، إن من خلال الأفلام المشاركة التي تصنف ضمن أحسن الأفلام العالمية في مجال الوثائقي أو من خلال الضيوف الذين يستقبلهم هذا المهرجان من عدة دول، أو من خلال الأنشطة المتنوعة التي ينظمها، حيث تلاقح الرؤى والافكار والابداعات الجديدة، ناهيك عن اصدارات عديدة نشرها المهرجان وأصبحت بمثابة مراجع مهمة للطلبة والباحثين داخل وخارج المغرب.
لقد أصبح هذا المهرجان مكسبا للمدينة وتجربة انفتحت على الفيلم الوثائقي على الرغم من قلة الدعم الذي يحظى به هذا الصنف الإبداعي (اي الفيلم الوثائقي) ببلادنا كل، في حين أنه أصبح وسيلة مدرة للشغل والربح والتثقيف والتكوين والتعريف بقضايا مجتمعية مهمة في دول أخرى.
بكل تأكيد، استطاع هذا المهرجان تحقيق العديد من الأهداف المسطرة من بينها : التعريف بصنف الفيلم الوثائقي، وتكوين أفواج من الشباب من خلال الورشات المندرجة ضمن فعاليات هذا المهرجان والتي يشرف عليها مخرجون ونقاد وكتاب كبار، والتعريف بالمدينة وبالتحولات المهمة التي يعرفها المغرب والمشاركة في الترويج السياحي للمغرب، لاسيما وأن العديد من المشاركين في هذا المهرجان، يفضلون السفر بعد نهاية المهرجان لوجهات سياحية مغربية، كمراكش وطنجة وفاس والبيضاء والرباط، كما استهدف تشجيع الطاقات الشابة من خلال فسح المجال أمامها عبر مسابقة لأفلام الهواة، بجانب المسابقة الرسمية، والتي تعد فرصة سانحة للشباب من أجل الاحتكاك بمخرجين كبار وولوج هذا الفن، بل فيهم من فاز وكانت الجائزة عبارة عن تكوين مهني أعفي من الرسوم وخدمات أخرى وسافر خارج المغرب للاستفادة من هذا التكوين، دون نسيان خدمات عديدة قدمها لمؤسسات تعليمية وجامعية بالمدينة والجهة وبمدن جامعية مغربية اخرى.
لكن هذا المهرجان الذي يستعد لقص شريطه الثالث عشر، والذي كثرت طلبات المشاركة فيه من داخل وخارج المغرب، تزداد مصاريفه وطموحاته، في حين لازال دعم المجمع الشريف متوقف منذ 2020 وحتى كتابة هذه السطور، دون تمكن هذا المهرجان وفعاليات أخرى من معرفة مصير ما تعده من أنشطة محلية ووطنية ودولية. فهل كانت محطة كورونا فرصة للتخلص من دعم تظاهرات ثقافية جادة وفاعلة في المدينة وذات صبغة عالمية؟ أكيد فمخلفات كورونا بدأت تخف وفتح المجال للتنشيط الثقافي والسينمائي والفني في كل مدن وقرى المغرب. طبعا في مقدمة هؤلاء المدعمين، ليس لهذا المهرجان فحسب، بل لأنشطة أخرى وكما اشرنا سابقا، المجمع الشريف للفوسفاط بالمدينة والذي لم يعد المهرجان وغيره يعرف هل لازالت له استراتيجية دعم هذه التظاهرات الثقافية أم لا؟ المجمع الشريف للفوسفاط، كان يشكل سندا أساسيا ومدعما رئيسيا للأنشطة الثقافية، لكنه تراجع مؤخرا، عن دعم الأنشطة الثقافية الهادفة، دون معرفة السبب الرئيسي الذي جعله يهجر دعم مثل هاته الأنشطة.
ونظرا لما يكتسيه هذا المهرجان وما يتمتع به من صبغة عالمية، ندعو كل الشركاء إلى الالتفاف حول هذا الملتقى من خلال تقديم كل أشكال الدعم له، حتى يستمر في أداء رسائله النبيلة ونشر قيم الابداع وجعل مدينة خريبكة مدينة فنية تزورها أسماء أوروبية وأميركية واسيوية وعربية وأفريقية، الخ، للمشاركة سواء في المسابقة الرسمية أو الندوات الفكرية أو في الورشات أو في اللقاءات المفتوحة أو التكريمات، الخ.
المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي حدث يستحق الدعم والمساندة
اضف تعليق