المواطن24
قال أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط جواد النوحي إن جائحة كوفيد-19، فرضت تراجع الوسائل التقليدية للدعاية الانتخابية برسم استحقاقات 8 شتنبر أمام زحف الرقمنة.
وأكد السيد النوحي الذي حل ضيفا على البرنامج الأسبوعي “حديث الثلاثاء” لمركز السياسات من أجل الجنوب الجديد أن الاعتماد على الوسائل التقليدية في الحملة الانتخابية استمر، لكن بشكل أقل، مسجلا غياب الانتشار الكثيف للملصقات والمناشير الانتخابية، وكذا التجمعات الانتخابية الضخمة.
وأبرز الأستاذ الجامعي خلال البرنامج الذي ناقش “رهان الاستحقاقات الانتخابية في المغرب في سياق الأزمة الصحية”، أنه في مقابل ذلك عرفت محطة الحملة الانتخابية نوعا من التغيير في تواصل الأحزاب السياسية مع المواطنين، من خلال الحضور القوي للدعاية الإعلامية الرقمية، خصوصا عبر شبكات التواصل الاجتماعي، والمنصات الرقمية، مشددا في الوقت ذاته على أنه من الصعب الجزم بانعكاسات الدعاية الرقمية على الانتخابات حاليا.
ولاحظ أن ما ساعد على بروز الدعاية الرقمية خلال الحملة الانتخابية لهذه الاستحقاقات هو استئناس المواطنين وتعودهم على التواصل عبر هذه الوسائل منذ ظهور جائحة كوفيد 19، مسجلا في هذا الاطار أنه خلال فترة الحجر الصحي الشامل، نظمت مجموعة من الأحزاب والجمعيات ندوات وأنشطة عن بعد، فضلا عن تمكن المواطنين تقنيا من هذه الوسائل بفضل الدراسة والعمل عن بعد.
من جهة أخرى، اعتبر الاستاذ الجامعي أن المغرب يعيش لحظة مفصلية، على المستويين الديمقراطي والصحي، مشيرا إلى أن المملكة ستعى لإثبات ريادتها في التعامل مع هذه الجائحة عبر الحفاظ على صحة المواطنين، فضلا عن ضمان الديمقراطية واستمرارية المؤسسات.
وقال، إن المغرب ،بإجرائه للانتخابات في موعدها، كسب رهان الثقة في المؤسسات، وتوطيد أحد الضوابط والمعايير الدولية وهي انتظام الانتخابات وديمومتها، وهو ما يبرز استقرار وجودة عمل المؤسسات الوطنية في هذا الجانب.
ويرى السيد النوحي أن كوفيد-19 لن يكون عائقا أمام المشاركة، “لأن السلطات العمومية وضعت ،من جهة، جميع الترتيبات المؤطرة لهذا الموعد الانتخابي، سواء في محطة الحملة الانتخابية، أو محطة يوم الاقتراع، ومن جهة أخرى قد يكون كوفيد-19 محفزا على المشاركة لأن نظرة المواطنين للدولة ما قبل كوفيد، ليست هي ما بعده”.
وخلص إلى أن تنظيم الانتخابات التشريعية والجهوية والجماعية في يوم واحد من شأنه ،من الناحية النظرية، أن يرفع من نسبة المشاركة، مسجلا أن ما سيحفز إقبال المواطنين هو شعورهم بالتأثير على مختلف عمليات انتخاب المؤسسات في لحظة واحدة.
تجدر الإشارة إلى أن برنامج “حديث الثلاثاء”، موعد أسبوعي يستضيف خبراء وممثلين من القطاعين العام والخاص، من مختلف المجالات لمناقشة أبرز مواضيع الساعة على الساحة الدولية والشأن المحلي.