نورالدين كودري
أمام اصرار الفنان الكوميدي حسن الفذ على ركوب نفس موجة سلسلة الكوبل مع دنيا بوطازوت و سلسلة كبور والحبيب و هذه السنة بسلسلة “التي را التي”، فإن العديد من المشاهدين اعتبروا أن الفذ حصر نفسه و لمدة طويلة في شخصية “العروبي”، ما يسائل الإنتاجات الفكاهية.
تجسيد أي فنان لنفس الشخصية في عدة أعمال يعد أمرا غير صحي، سيما إذا تعلق الأمر بممثل مثقف و يملك الكثير من المؤهلات و شهدت أعماله نجاحات على عدة أصعدة، وهو الحال مع الفذ الذي انهارت إمبراطوريته للضحك بسبب “النمطية والتكرار” لا على مستوى الشخصيات أو السيناريو.
سلسلة “كبور” التي أحبها المغاربة لعفويتها في التعاطي مع الموضوع والتي كانت نقطة ضوء ضمن الأعمال الفكاهية أو ما يسمى بـ “السيتكوم” أصبحت اليوم محط انتقادات لاذعة من المغاربة الذين كانوا ينتظرون أعمالا ترقى لتطلعاتهم.
الإشكال اليوم، يكمن في أن الانتاجات الفكاهية تعتبر أن إثارة الضحك يمكن تحقيقه فقط في لبس ثوب “العروبي” أو عرض بعض جوانب الحياة في المجال القروي، لكن الأمر ليس كذلك، وهو ما جعل الفذ يسقط في اشكالية النمطية التي أصبحت خيارا تجاريا بالنسبة له.
وهو ما تترجمه نسبة المشاهدات التي تراجعت بشكل ملحوظ هذه السنة، بعدما كانت سلسلته الأولى “الكوبل” قد حصدت مئات الآلاف من المشاهدات، ما يدل على أن المغاربة سئموا من تكرار نفس السيناريوهات.
الغريب في الأمر، أن الفذ، وفي إحدى حلقاته من سلسلة “التي را تي” استعان هو الآخر بمن يوصفون بـ “المؤثرين” من خلال إدراج أسماء إعلاميين معروفين بحضورهم في وسط صفحات التواصل الإجتماعي، للاستعانة بـ”بارتاجاتهم” للسلسلة، وذلك في غياب سيناريو محكم و أحداث جديدة قد تمثل قيمة مضافة للمشهد الفني أو حتى لأعماله التي بدأت تعيد نفسها سنة بعد أخرى.