Almouaten 24 -المواطن 24
لم تكن صيحته الأخيرة مسموعة، ولا أحد مدّ له يد النجاة. ضاع.وتاه وسط مياه كان يفترض أن تمنحه لحظة فرح، لا أن تحتضنه للأبد. بعد يومين فقط من افتتاح المسبح الصيفي، تحوّل مكان الفرح إلى ساحة مأتم، وتحولت ضحكة طفل إلى بكاء مدينة بأكملها
. فهل كان يجب أن ننتظر وقوع الكارثة لنطرح السؤال الكبير: أين هي شروط السلامة؟ أين المنقذون المدربون؟ أين كاميرات المراقبة؟ أين أدوات الإسعاف والإنقاذ؟ وهل احترمت الشركة المكلّفة بدفتر التحملات الخاصة بالمسابح؟ وهل قامت الجماعة بدورها الرقابي؟ أسئلة لا تطرح من باب جلد الذات، بل من باب البحث عن الحقيقة وإنقاذ ما تبقى من ثقة
. الطفل رحل، لكن دمه ينادي: لا تجعلوا من “القضاء والقدر” غطاء للتقصير. رحم الله الفقيد، وألهم أسرته الصبر والسلوان، ولتكن هذه الفاجعة جرس إنذار حقيقي: نترحّم على روح الفقيد، ونعانق والديه بدموع لا تجف. لكنّ العزاء الحقيقي يكمن في مساءلة كلّ طرف يتحمل المسؤولية . لا يجب أن يغرق طفل آخر في مستنقع الإهما



