[information]المواطن 24 متابعة[/information]
فتحت استقالة العالم المغربي منصف السلاوي، رئيس فريق البيت الأبيض المكلف بتطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، من مهامه باب النقاش حول إمكانية استفادة المغرب من خبرات واحد من أبنائه الذين ذاع صيتهم العلمي عالميا، لكن بلده لم يستفد أي شيء يذكر من خبراته وكفاءته.
وكان النقاش محتدما، إثر إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعيين العالم المغربي الذي رأى النور سنة 1959 بمدينة أكادير، حول موضوع هجرة الكفاءات وتفريط بلدنا كثيرا في عقوله ومبدعيه في شتى المجالات، خصوصا بعد توالي الأنباء حول أسماء مغربية كثيرة تألقت في مجالات متعددة في مختلف قارات الأرض.
وفي الوقت الذي يرى كثيرون أن تشجيع العلماء والمفكرين والخبراء لا يدخل ضمن أولويات الحكومات المتعاقبة على بلدنا، لذلك يفضل غالبيتهم الذهاب حيث يتلقون الترحيب والتشجيع المادي والمعنوي باستغلال أول فرصة تتاح أمامهم لمغادرة أرض الوطن، يرى آخرون أنه قد آن الأوان لتجاوز أعطاب هذه العقود من الزمن والاستفادة من خبراتنا بترك الحرية في وجهها وتشجيعها في جامعاتنا ومعاهدنا، عوض انتظار تبرعات الغرب وتفضله علينا ببيع ما تنتجه عقول عدد منها نحن من صدرناها له.
وقد تجلى هذا الأمر بوضوح مع انطلاق أزمة كورونا وتواصل حدة النقاش عالميا حول اللقاحات ضد هذا الفيروس المستجد. فقد تصدر اسم علماء ومفكربن مغاربة وعرب المشهد وأثبتوا تألقهم في شركات صناعة الأدوية التي تعول عليها الدول الغربية لمحاصرة الفيروس وإعادة استئناف الحياة الطبيعية بعد أزيد من عام من الإغلاقات التي أثقلت كاهل اقتصاديات هذه الدول.
وفي الوقت الذي تباشر عدد من دول الغرب عمليات التطعيم والتلقيح ضد فيروس كورونا، مستفيدة من خبرات جلبتها من عدد من دول العالم الثالث، لا زال الترقب سيد الموقف في المغرب وغالبية الدول غير النامية بخصوص موعد انطلاقها في تلقيح مواطنيها ضد هذا الوباء. بل بات مؤكدا أن السلطات الصحية لم تتوصل بعد بأية جرعات من اللقاح المضاد لهذا الوباء.
وهو ما دفع عدد من النشطاء لطرح موضوع استفادة المغرب من خبرات منصف السلاوي الذي سيستمر في مهام منصبه في قيادة مجهودات العلماء الأمريكية لتطوير اللقاح ضد كوفيد لمدة 30 يومًا خلال الفترة الانتقالية.
وتساءل كثيرون: لماذا لا يكلف المغرب السلاوي مثلا بالإشراف على قطاع البحث العلمي المغربي في إطار الاستفادة من الكفاءات العلمية المغربية في الخارج؟ ولم يعرف لحد الساعة من سيتولى قيادة الفريق الطبي في إدارة بايدن، خلفا للخبير المغربي الأصل.
يذكر أن السلاوي يعد من خبراء الصيدلة وعلومها وصناعة الأدوية واللقاحات البارزين في العالم. ويمتلك براءات اختراع كثيرة، كما نجح في تأليف ما يزيد عن 100 ورقة علمية في مجالات عديدة. ويشغل مناصب علمية هامة، منها عضوية مجلس إدارة مؤسسة البحوث الصيدلانية والمصنعين في أمريكا PhRMA، والمعهد الوطني للجنة الاستشارية الصحية، ومجلس إدارة منظمة صناعة التكنولوجيا الحيوية.