سعيدة شهبون
أحالت عناصر الدرك الملكي بالمركز القضائي بسرية تمارة، صباح الأحد الماضي، سيدة ثلاثينية، إطار بأحد القطاعات الحكومية المهمة وملحقة بديوان أحد الوزراء، على النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف بالرباط، وذلك على خلفية الاشتباه في تورطها في تنفيذ اعتداء وصف بالبشع في حق دركي برتبة ضابط.
وأكدت مصادر «الأخبار» أن الوكيل العام للملك لم يتردد في إيداع الموظفة المركب السجني العرجات، مباشرة بعد عرضها عليه والاطلاع على سيناريو الاعتداء الذي يرجح التقاط تفاصيله الدقيقة بواسطة الكاميرا المثبتة على صدرية الضابط.
وفي انتظار الكشف عن الملابسات المرتبطة بهذه الواقعة، التي استنفرت كل الأجهزة الأمنية والترابية والقضائية بتمارة والعاصمة الرباط، مع تقدم التحقيقات التفصيلية التي ستخضع لها الموظفة الإطار، تداولت مصادر متطابقة بالهرهورة تفاصيل الاعتداء الذي تعرض له الضابط الملتحق حديثا بسرية تمارة، حيث أكدت أن هذا الأخير الذي كان يؤمن السير والجولان والمراقبة الأمنية بإحدى أهم المدارات الطرقية بالشريط الساحلي الهرهورة، وهي الواقعة بالقرب من وادي يكم تحديدا، أوقف سيدة بسبب مخالفة مرورية، وأثناء مباشرة مسطرة تسجيل المخالفة رفضت المعنية الامتثال ودخلت في نزاع مع الضابط الذي حرص على الالتزام بالهدوء التام وإعمال القوانين المنظمة لمسطرة تحرير المخالفات، قبل أن تفقد السيدة، التي تقيم بمنتجع سيدي العابد بالهرهورة، هدوءها حيث وجهت ضربة قوية للدركي أسقطته أرضا على الفور، قبل أن تعمل على دهسه، ما فرض تدخل زملائه الذين سارعوا إلى إخبار رؤسائهم بالقيادتين الإقليمية والجهوية، واستدعاء سيارة إسعاف من أجل نقل الضابط الدركي إلى مستعجلات المستشفى العسكري بالرباط، بعد دخوله في غيبوبة، متأثرا بالضربة القوية التي تعرض لها من طرف المعنية التي لازمت مكانها وشرعت في إجراء مكالمات هاتفية للاستنجاد بمقربين من العيار الثقيل.
وفي انتظار تأكيد أو نفي هذه الرواية المتداولة محليا بالهرهورة، تؤكد المصادر نفسها أن القائد الجهوي للدرك الملكي بالرباط أجرى اتصالا فوريا بالنيابة العامة المختصة حول الحادث، قبل أن تدخل عناصر المركز القضائي على الخط، حيث تم توقيف المعنية المشتبه في اعتدائها على الدركي، ووضعها رهن الحراسة النظرية، ليلة السبت الماضي، حيث خضعت لبحث تمهيدي، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، قبل عرضها، صباح اليوم الموالي، على أنظار الوكيل العام للملك وإيداعها السجن مساء اليوم نفسه.
ورجحت مصادر «الأخبار» تشبث القيادة العليا للدرك الملكي بالمتابعة القضائية في حق المتهمة، رغم المساعي الكبيرة لطي الملف، خاصة بعد تداول معطيات حول وقوع المعنية في الآونة الأخيرة تحت تأثير ظروف نفسية قاهرة، ومراعاة لوضعها المهني والاجتماعي وهي أم لطفلين صغيرين.
يذكر أن منطقة الهرهورة حطمت الرقم القياسي، خلال السنتين الأخيرتين، في وقائع الاعتداء على رجال الدرك، حيث انتهت إحداها بجريمة قتل بعد دهس دركي شاب بإحدى نقط التفتيش بمدخل الهرهورة، لازالت محاكمته جارية لحد الساعة، فضلا عن اعتداء مماثل نفذه شاب آخر من “أولاد الفشوش”، قبل أسابيع، بعد دهسه دركيا بشكل بشع وتعريضه لتداعيات صحية خطيرة.