توفيق مباشرالموطن 24
تعتبر قضية عائلة مصطفى سرحان في جماعة الردادنة أولاد مالك بإقليم بنسليمان، والتي تعيش في وضع مأساوي بعد طردها من أرض فلاحية توارثتها أبا عن جد لأكثر من قرن، تجسيدًا للعديد من التحديات التي تواجه المجتمعات المحلية وعائلاتها في المغرب.

في يوم المرأة العالمي، الثامن من مارس 2025، وجدت هذه العائلة نفسها بلا مأوى، مما يجسد انتهاكات حقوق الإنسان التي يقع ضحيتها العديد من المواطنين
. تاريخياً، تعتبر الأرض الفلاحية مصدر العيش والحياة بالنسبة للعديد من الأسر المغربية. لعائلة مصطفى سرحان، كانت هذه الأرض بمثابة الهوية والتراث.
فقد أستغلها الأجداد والمقيمون في هذه المنطقة لمدة طويلة، مما يجعل فقدانها ليس مجرد خسارة اقتصادية، بل فهو يمثل فقدان للكرامة والهوية
. ومن المؤسف أن العديد من العائلات الفلاحية تواجه التحديات ذاتها نتيجة للتحولات الاقتصادية والاجتماعية، مما يؤدي إلى تأزم الوضع الاجتماعي. إن تدخل جمعية حقوق الإنسان فرع بنسليمان يعتبر خطوة إيجابية، حيث تسعى الجمعية إلى تسليط الضوء على الانتهاكات والمطالبات بالعدالة الاجتماعية.
تأتي هذه القضية في وقت يحتاج فيه المجتمع إلى صوت يتحدث عن حقوق الأفراد والعائلات المتضررة.
إن مساعدة هذا الفرع لعائلة سرحان لا تقتصر على تقديم المساعدة العاجلة فقط، ولكنها تشمل أيضًا المطالبة بالإنصاف والتعويضات التي تضمن حقوق هذه العائلة ومستقبلها.
إن العوامل القانونية والسياسية تلعب دورًا حاسمًا في هذا السياق. يجب على السلطة الإقليمية والسلطات المحلية والجهات المعنية تكثيف جهودها لضمان حقوق هؤلاء المواطنين والعمل على تأمين احتياجاتهم الأساسية. تأثيرات التهميش الاجتماعي قد تؤدي إلى مزيد من الفقر، بل وقد تضعف النسيج الاجتماعي للمنطقة.
فالتفاعل الإيجابي بين المجتمع المدني والدولة يعد أساسياً لحل هذه المشاكل وبناء الثقة. تعكس قصة عائلة مصطفى سرحان في إقليم بنسليمان المعاناة التي يعيشها الكثيرون نتيجة فقدان الأراضي التاريخية
. يجب أن تكون حقوق الإنسان جزءًا أساسيًا من أي جهود تنمية مجتمعية. المنظمات الحقوقية، مثل جمعية حقوق الإنسان، تلعب دورًا حيويًا في تعزيز الوعي والمطالبة بالعدالة.
من المهم أن تستمر هذه الجهود حتى يتم تحقيق العدالة لعائلة مصطفى سرحان ولجميع الأسر المتضررة. تعتبر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان واحدة من أبرز المؤسسات الحقوقية في المغرب، حيث تسعى جاهدة لتعزيز وحماية حقوق الإنسان بجميع أشكالها، وتولي حقوق المرأة أهمية خاصة في نشاطاتها وأهدافها.
في السنوات الأخيرة، جددت الجمعية مطالبها المتعلقة بحقوق المرأة، مؤكدة على ضرورة رفع التحفظات عن اتفاقية جميع أشكال التمييز ضد المرأة، وأهمية ملاءمة جميع التشريعات الوطنية مع المواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
تأتي هذه المطالب في سياق معركة مستمرة من قبل المدافعين عن حقوق المرأة من أجل المساواة والعدالة في المجتمع المغربي.
رغم التقدم الذي تم إحرازه في بعض المجالات، إلا أن العديد من النساء ما زلن يعانين من التمييز والعنف الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.
لذلك، تبرز أهمية رفع التحفظات التي تم وضعها على الاتفاقية كخطوة ضرورية لتعزيز حقوق النساء في المغرب. تعد اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة أداة قانونية هامة تضمن حقوق النساء في مختلف المجالات، لكن عدم الالتزام بها بشكل كامل من قبل الدول، بما في ذلك المغرب، يحول دون تحقيق المساواة الحقيقية.
عبر رفع التحفظات، يمكن للمغرب أن يعكس التزامه بالمواثيق الدولية ويعزز مكانة المرأة في المجتمع. إضافةً إلى ذلك، فإن ملاءمة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية تعد خطوة أساسية لضمان عدم تمييز المرأة في الحقوق والفرص
يشمل ذلك مراجعة القوانين الحالية واستحداث تشريعات جديدة تدعم حقوق المرأة، مثل قوانين تتعلق بالعنف الأسري، والتمييز في العمل، والرعاية الصحية
. إن تحقيق العدالة والمساواة للنساء يتطلب تضافر الجهود من جميع الأطراف، بما في ذلك الدولة، ومنظمات المجتمع المدني، والمجتمع ككل. لذلك، يجب على الحكومة المغربية أن تستجيب لمطالب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان وأن تتخذ خطوات جادة نحو إزالة العقبات القانونية والثقافية التي تعيق تقدم النساء
. تظل جهود الجمعية المغربية لحقوق الإنسان ضرورية لضمان حقوق المرأة في المغرب.
رفع التحفظات عن الاتفاقية وملاءمة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية يمثلان شرطين أساسيين للتقدم نحو مجتمع أكثر إنصافا وحقوقا.
يجب أن تكون هناك إرادة سياسية قوية والاستمرار في العمل على جميع الأصعدة من أجل تحقيق الأهداف المنشودة في مجال حقوق المرأة.



