توفيق مباشرالموطن24
سؤال تلوكه العديد من الألسنة بمركز جماعة مليلة باقليم بنسليمان بعدما جفت أقلامها وبحّت حناجرها من المطالبة بإخراج مشروع الصرف الصحي إلى حيز الوجود ، خصوصا بعد تسريب قول يشير إلى أن ما تم رصده من أموال لهذا الغرض
بدأت بعض الأطراف المناوئة للمشروع من داخل المجلس الجماعي تتحدث عن توظيفه في مجالات أخرى ، الأمر الذي قد يعصف بأحلام ساكنة عريضة ظلت تتطلع إلى تحسين ظروف عيشها وإخراجها مما هي فيه تفعيلا لمنصوص الدستور ومواثيق حقوق الإنسان التي تعطى للمواطن حق السكن والعيش الكريم.

ساكنة مركز جماعة مليلة التي لا تختلف في وضعيتها، جربت كل الأشكال الاحتجاجية وراسلت كل الجهات المختصة ودقت أبواب العمالة أكثر من مرة ووحده عامل الإقليم وبضعة أصوات استثنائية من كان يدافع عن المشروع بحدة ، وغير ذلك كان المطلب يتحول خلال كل استحقاقات انتخابية إلى ورقة انتخابية مربحة لكن سرعان ما تتهاوى كما تتهاوى أوراق التوت في فصل الخريف ليعود مسلسل الانتظارات ومعه جحافل الحشرات والروائح الكريهة والمياه الناتجة عن المياه العادمة التي

تنتشر بين المباني وعلى سطح الأرض والغريب أن كل هذه المشاهد المقززة ومعها معاناة الساكنة مع الحفر الدفينة لم تحرك مشاعر بعض المنتخبين الذين ظلوا يرددون أن أسباب تأخر المشروع تقنية بالدرجة الأولى وان تكلفته تفوق مداخيل الجماعة ،وان استمرار الوضع على ما هو عليه أهون من اقتراض مالية قد تثقل كاهل الميزانية

.وحتى لو سلمنا بهذه الخلاصات ألا يحق لنا التساؤل عمن كان المسؤول عن هذه الوضعية المستعصية عن الحل، وعمن كان يرسم ملامح مليلة في طور النشوء ، وعمن كان يلهف الملايين من وراء هذه الدراسات والتصاميم وقبل هذا وذاك، عمن كان يسرق أحلام الساكنة أثناء الليل والنهار ويقول إن الأمور في طريقها إلى الحل؟؟؟ قد تعرف الساكنة هذه الإجابة، وقد تقول أن هذا قول اجتراري تُدمى له القلوب، لكن اعتقد أن وحدهم المنتخبون المتنمرون من اكتروا كراسي الجماعة كما تُكترى

الأراضي السلالية لمدة 99 عام ،هُم من يدركون حقيقة هذا المشروع وما قدّمه من خدمات جليلة لأصوات كسبت كراسيها باللعب على وتر جراح عميقة أرادت أن تحفظ عوراتها في مساكن إسمنتية فوجدت نفسها تعيش على هامش الزمن ، والى حين صحوة الضمائر فلتتعايش ساكنة الحدادة مع الروائح الكريهة كما تعايشت حكومتنا مع أزبال الطاليان

