توفيق مباشرالمواطن24
في مشهد يؤرخ لانطلاقة جديدة في مجال النضال الحقوقي ومحاربة الفساد، شهدت مدينة الدار البيضاء اليوم الأحد 19 يناير 2025 حدثًا بارزًا بتأسيس المكتب الإقليمي للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بجهة الدار البيضاء الكبرى. هذا الحدث، الذي احتضنته قاعة العروض الموحدين، استقطب نخبة من الشخصيات الحقوقية، الفاعلين المدنيين، وممثلي المجتمع، في رسالة واضحة بأن مرحلة جديدة من العمل الجاد قد بدأت. ميلاد الأمل في جهة استراتيجية لا يمكن الحديث عن الدار البيضاء الكبرى دون التطرق إلى وزنها الثقيل في المشهد الاقتصادي والاجتماعي بالمغرب.
هذه الجهة، التي تُعتبر العمود الفقري للمملكة، تواجه تحديات جسيمة على مستوى الفوارق الاجتماعية، انتشار الفساد، وضغوط التنمية. ومن هذا المنطلق، يأتي تأسيس المكتب الإقليمي كإجابة جريئة على أسئلة طال انتظارها: من سيحمل لواء التغيير؟ وكيف يمكن القضاء على الفساد الذي يعطل عجلة التقدم؟ في كلمته الافتتاحية، ألقى السيد عادل النبيهي، رئيس المكتب الإقليمي، خطابًا قويًا دعا فيه إلى التكاتف والعمل الجاد لإحداث نقلة نوعية في مجال حقوق الإنسان.
وأكد أن المكتب سيضع على رأس أولوياته تعزيز قيم النزاهة، التصدي للفساد، وحماية الفئات المستضعفة، مشددًا: “محاربة الفساد ليست مجرد شعار، بل هي معركة سنخوضها بكل قوة وشفافية، مستندين إلى إرادة صلبة وتعاون شامل بين كافة الأطراف” خارطة طريق طموحة.. ورسالة للجميع اللقاء لم يكن مجرد احتفال رمزي، بل كان محطة عملية شهدت انتخاب أعضاء المكتب الإقليمي في أجواء ديمقراطية عكست رغبة حقيقية في التغيير
. وجرى خلال الاجتماع اعتماد برنامج عمل طموح يرتكز على ثلاث محاور رئيسية: 1.نشر ثقافة حقوق الإنسان عبر مبادرات توعوية تسلط الضوء على الحقوق والواجبات وتُشجع المواطنين على التبليغ عن الانتهاكات 2.محاربة الفساد بفعالية من خلال حملات تحسيسية وشراكات استراتيجية مع الجهات المعنية 3.تعزيز التنمية المستدامة بدعم الفئات الهشة وتشجيع العمل المجتمعي المبتكر. المكتب الجديد يضع نفسه أمام تحدٍ كبير: ألا يكون مجرد واجهة شكلية، بل منصة حقيقية تعكس تطلعات الشعب، وتفرض واقعًا جديدًا قائمًا على الشفافية والمساءلة
. آمال عريضة ومسؤولية ثقيلة الحضور، الذي ضم شخصيات من مختلف الأطياف، أجمع على أهمية هذه الخطوة كإضافة نوعية للمشهد الحقوقي في المملكة. وقد عبّر أحد المشاركين عن تطلعه إلى أن يكون هذا المكتب “قوة تغيير حقيقية، وصوتًا لكل من أُهدرت حقوقه أو تعرض للظلم”. الرسالة التي وجهها المكتب الإقليمي واضحة: محاربة الفساد ليست خيارًا، بل ضرورة لبناء مستقبل قائم على العدالة والمساواة.
ومع ذلك، فإن الطريق لن يكون سهلًا؛ إذ يتطلب النجاح تضافر الجهود، التزامًا لا يتزعزع، واستعدادًا لمواجهة التحديات مهما كانت صعوبتها. نحو مغرب جديد.. مغرب الحقوق والنزاهة تأسيس المكتب الإقليمي للمنظمة المغربية لحقوق الإنسان ومكافحة الفساد بجهة الدار البيضاء الكبرى ليس مجرد خطوة اعتيادية، بل هو إعلان صريح بأن زمن التردد قد ولّى.
في هذا الحدث، أعاد الحضور التأكيد على أن العمل الحقوقي ليس امتيازًا لفئة معينة، بل هو واجب ومسؤولية تقع على عاتق الجميع. وبذلك، فإن ميلاد هذا المكتب يُمثل بداية عهد جديد، حيث تتضافر الجهود لبناء مغرب يتسع للجميع، خالٍ من الفساد، قوي بحقوق أبنائه. المشهد الآن لا يحتاج إلى شعارات فارغة، بل إلى خطوات ملموسة تعيد ثقة المواطن في المؤسسات وتفتح الطريق نحو مغرب يليق بتطلعات أبنائه. اليوم، بدأت الحكاية، وكل الأنظار تتجه نحو الدار البيضاء، حيث تُكتب فصول جديدة من النضال والإنجاز.