أمين فدني
تمتلئ صفحات كتب التاريخ العربي بقصص البطولة وحكايات أشخاص رسخوا في الذاكرة، بفضل سيرتهم ومواقفهم التي ربما تكون في بعض الأحيان مختلفة وخارقة للعادات المجتمعية. وتاريخ اولمبيك خريبكة هو الآخر مليء أيضا برؤساء بصموا إسمهم في ذاكرة الكرة الخريبكية بفضل ما حققوه للنادي وإن كانت الظروف تختلف من فترة لأخرى.
ولكن يبدو أن التاريخ لن يعيد نفسه عكس ما يقال، فالنادي المقبل على الإحتفال بمائويته في الشهور القادمة عاجز عن تلبية طموحات جماهيره العريضة على الأقل من أجل الوقوف و إختيار الشخص المناسب الذي سيقود الفريق، في شد و جدب بين من سيصوت هل القدامى ام الجدد. كنا نمني النفس بعد نسف الجمع العام السابق من طرف المطالبين بالشرعية و تطبيق البند رقم 10 من القانون الأساسي للجمعية بأن يكون الأحد المنصرم فاتحة خير على الفريق و المدينة و ستكون حاسمة في معرفة هوية “روبن هود ” الفارس المغوار الذي سيطلق العنان لرفع التحدي من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه بعد خمسة عشر يوما من النقاش و تبادل الأفكار الا ان دار لقمان بقيت على حالها و هذا لا يفسد للود قضية الكل تشبت بموقفه و هذا من حقهم الا ان الغريب في الأمر هو ان الجمع العام سيثم نسفه مرة آخرى من أشخاص مرة يطالبون بالشرعية و مرة يلوحون بالتحالف من أجل التكتل عدديا و الفوز بكرسي الرئاسة و هذا ما جعلهم في تخوف مستمر من فوز الحاج الكنوزي الذي كان دائما مصرا على البقاء وحيدا دون التحالف مع اي جهة كيفما كانت و عدم التخلي عن اعضاء لائحته في سلوك قل نظيره ،و انتظار ما ستبوء به نتائج الإقتراع بهدوء تام ،هذا ما جعل الفريقين في حيرة من أمرهم ليتم الغاء الجمع العام من طرف ممثل الجامعة السيد بالقشور الذي اعطى مهلة لكل من جاجيلي و السلاك من اجل التداول لاكن التخوف استمر قائما لينسحب بالقشور الذي آتى لخريبكة من أجل النزهة لا غير لا من أجل تحمل المسؤولية و اتخاد قرار سيجعل كل المترشحين يقبلون بالواقع و منه سيثم انقاد فريق عريق على وشك الغرق ، خاصة ان الفريق لم يمضي هلى عودته السريعة للقسم الاحترافي الأول الا سنة ، وهو ما يستدعي التحضير لتلك العودة بشكل احترافي وتجاوز أخطاء الماضي، إذا ما علمنا أن الموسم الكروي إنطلق بكبوة و سقوط في أولى دورات البطولة الوطنية بهزيمة قاسية امام فريق شباب المحمدية. ممثل الجامعة لم يكن منصفا في حق فريق القرن و ذلك بإتخاده القرار المناسب في المكان المناسب خصوصا ان البيان تضمن في طياته بأن في حالة عدم التوافق ستكون الجامعة المغربية هي الفيصل و هذا لم يتحقق لينصرف بلقشور ضاحكا على ما و صلت اليه المدينة من أناس سيروا لسنين لاكن الحال بقي على ما هو عليه و في إستهزاء تام اراه مناسبا في حقنا نحن كجماهير و ساكنة مدينة خريبكة التاريخية التي اصبحت اضحوكة من طرف العادي و البادي .
ارى ان اولمبيك خريبكة الآن يقف على مفترق الطرق. فالجماهير التي فهمت اللعبة و عرفت حقيقة من يضعون (العصى فالرويضة ) باتت غير مرتاحة لوضعية النادي وهو ما سيدفعها للنزول عاجلا ام آجلا للاحتجاج ومطالبة كل المترشحين سواء كانوا مرشحين لرئاسة او منخرطين فقط في النادي من أجل ايجاد حل في القريب العاجل لا من خلال ما يدور بالشارع العام او عبر مواقع التواصل الإجتماعي التي باتت الوسيلة المفضلة للجماهير و المحبين المفترضين لجس نبض المنخرطين و المرشحين والسلطات معا .
اولمبيك خريبكة اليوم بحاجة إما إلى “روبن هود ” ولكل الفرسان الشجعان للتمرد على الإكراهات والمشاكل الداخلية والأزمات المالية التي عانى منها الفريق خلال السنوات الماضية وكانت سببا في العديد من المطبات. أو التسليم بانهيار النادي وإدخاله غرفة اللااستقرار وقراءة الفاتحة على مستقبله قبل أن يبدأ مع رئيسه.