[success]المواطن 24 متابعة[/success]
ما تزال تحديات كبرى تواجه مستشفى مدينة خنيفرة، الذي يقدم خدماته الصحية لعموم ساكنة الإقليم، وذلك حتى لا يضطر قاصدوه من مرضى قبيلة “حمو الزياني”، بناء على توصيات أطره، إلى اللجوء إلى مستشفيات أخرى.
وإلى جوار النقص الكبير المسجل في الخدمات الطبية، خاصة التخدير والإنعاش، يعرف مشفى خنيفرة الإقليمي خصاصا في مجال الموارد البشرية بعد نجاح طبيب تخدير في مباراة التبريز وتعيينه أستاذا بكلية الطب والصيدلة، وهو ما يذكي محدودية أداء المهام الصحية المفترض، نظريا، أن يستفيد منها كل ساكن بالحيز الترابي الذي يغطيه المرفق الذي بات بحاجة إلى من يعالجه أولا قبل أن يكون مركزا للاستشفاء وتقديم العلاجات.
أين المدير؟
يتخبط مستشفى خنيفرة في مشاكل عويصة؛ فقاصدوه مجبرون على التنقل صوب مراكز استشفائية أخرى، في ظل محدودية المهام والخدمات المقدمة به.
وتتأرجح المشاكل المطروحة بين طول المواعيد وغياب الطبيب المختص، رغم سيل المراسلات التي لم تجد آذانا صاغية، غير أن ما يزيد الطينة بلة هو الخلاف القائم بين طبيبة وصيدلاني حول منصب المدير، فكل واحد منهما يعتبر نفسه المدير، وهو ما يجعل الإدارة الصحية برأسين ويعرقل بالتالي السير العادي للعمل والتطبيب.
خالد التخسايتي، عن المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية، المنضوية تحت لواء الفيدرالية الديمقراطية للشغل، قال إن العرض الصحي بجهة بني ملال خنيفرة يعرف مجموعة من الاختلالات الكبرى، بات معها المستشفى الجهوي لبني ملال مكتظا بفعل الضغط الكبير عليه الناتج أساسا عن ضعف العرض الصحي على مستوى المستشفيات المحلية بكل من أبي الجعد، وقصبة تادلة، وسوق السبت، والمستشفى الإقليمي بخنيفرة.
واعتبر الفاعل النقابي، أن إحداث المستشفيات المحلية كان بهدف سياسي محض أكثر ما هو خدماتي وطبي، “غير سمية ديال السبيطارات مكيقدمو حتى قيمة مضافة”، وبالتالي كل التدخلات الطبية والجراحية يتم تحويلها إلى المستشفى المرجعي ببني ملال، متسائلا عن الجدوى من تواجد عشرات الأطر الصحية بتلك المراكز إن لم تقم بالأدوار المنوطة بها.
اللعب بالمرضى
لا يمر يوم دون تداول فضائح تعرض حياة المرضى للخطر بمدينة خنيفرة؛ إذ تعمل سيارات الإسعاف على نقل جل الحالات المرضية إلى مدينة بني ملال، وكثيرة هي الحالات التي تم رفضها بالمستشفى الجهوي تحت ذريعة “راه كاين الطبيب تماك فخنيفرة، ويعود المريض بين الحياة والموت إلى مستشفى خنيفرة، الذي تخلى عن الغاية من إنشائه وأصبح توجيهيا بامتياز، ولك أن تتخيل حجم المعاناة والآلام التي يكابدها المرضى في رحلات الذهاب والإياب قبل الحصول على الحق في الصحة”، يقول المتحدث ذاته.
وتساءل النائب الثاني لرئيس المكتب الجهوي للنقابة الوطنية للصحة العمومية عن دور الأطر الصحية والطبية بمستشفيات القرب والمراكز المحلية إذا كانت غير قادرة على تقديم خدمات صحية في المستوى، مطالبا بضرورة الإفصاح عن مصير الطبيبة الجراحة المعينة بمستشفى أبي الجعد قبل أن تختفي عن الأنظار عقب ما واجهته من مشاكل بمستشفى خريبكة.
وقال التخسايتي إن إصلاح وتجويد العرض الصحي بجهة بني ملال خنيفرة يحتاج إلى إرادة قوية من طرف وزارة الصحة من أجل الإسراع بتعيين مدير جديد بمستشفى خنيفرة لإنهاء الصراع القائم، والتفكير في إحداث مركز استشفائي جامعي بالجهة قادر على استيعاب الطلب المتزايد، مع ضرورة ممارسة الإدارة الجهوية ببني ملال لصلاحياتها في إعادة انتشار الأطر، وتعزيز العرض الصحي على مستوى خنيفرة وبني ملال بهدف تجويد الخدمات الصحية والحد من معاناة المرضى.