المواطن24
نظم فاعلون جمعويون وإعلاميون يوم الخميس 17 غشت 2023 زيارة ميدانية إلى محطة معالجة المياه سد آيت مسعود، للوقوف على أسباب الانقطاعات المتكررة للماء الشروب عن دوائر خريبكة ووادي زم وأبي الجعد والجماعات المجاورة لها،
وكذا أخذ شروحات وتوضيحات حول سير عمليات ومراحل معالجة المياه، والإجابة عن العديد من الأسئلة التي تؤرق الساكنة (ضعف الصبيب، لون الماء
، مذاقه، جودته، علاقة المجمع الشريف للفوسفاط بهذه الانقطاعات… وغيرها من الأسئلة التي طرحها الجمعويون والإعلاميون). بعد الاستقبال باعتذار خالص لساكنة إقليم خريبكة،
قُسّم المشاركون إلى مجموعتين (تجنبا للازدحام)،
قدمت لكل مجموعة على حدة توضيحات تهم الانقطاعات المتكررة وأسبابها والخطط الاستباقية التي وضعها المكتب لتجاوز المعضلة،
بالإضافة إلى الشروحات التي قدمت أثناء جولة بكل منشآت المحطة، بسط خلالها المسؤولون والتقنيون عملية معالجة المياه من البداية إلى مرحلة الاستهلاك من طرف الزبناء. انقطاع الماء عن الصنابير: أكد مسؤول بالمكتب الوطني للكهرباء
على أنه يبذل مجهودات جبارة لتوفير حاجيات ساكنة إقليم خريبكة اليومية من الماء الشروب (430 لتر في الثانية)، بالرغم من تراجع نسبة المياه الجوفية بسبب تعاقب ست سنوات من الجفاف (تراجع احتياطي الآبار بـ70 %)، الأمر الذي يبرر غياب الاحتياطي بالخزانات نتيجة تقارب الإنتاج مع الاستهلاك، وبالتالي تأثر الساكنة من أي انقطاع للماء سواء كان مخططا لإجراء إصلاحات وغيرها أو مفاجئا نتيجة عاصفة رعدية أو انقطاع التيار الكهربائي…
حيث تغيب المياه عن الصنابير مباشرة بعد قطع الماء (غياب الاحتياطي وطول المسافة بين محطة المعالجة ومدينة خريبكة). وذكر المسؤول بأن عملية توزيع المياه الصالحة للشرب على الدوائر الثلاث بالإقليم من محطة سد آيت مسعود، تتم عبر مساهمة مائية من الفقيه بنصالح بالنسبة لدائرة خريبكة، وأخرى من آبار أولاد يوسف وعين قيشر بالنسبة لدائرة وادي زم، وثالثة من آبار أولاد يعقوب بالنسبة لدائرة أبي الجعد
، وذلك لسد الخصاص الحاصل في التزود بالماء الشروب، مع التأكيد على استحواذ دائرة خريبكة على حصة الأسد من الإنتاج اليومي، الأمر الذي لا يسمح بتخزين كمية من الماء لاستغلالها في حالة الطوارئ. غياب التواصل مع الزبناء: اعتذر مسؤولو المكتب الوطني للماء الشروب عن ضعف التواصل مع الساكنة، مبدين عزمهم تجاوز هذه المعضلة بتفعيل خلية التواصل بمحطة المعالجة، وذلك بالتنسيق مع عمالة إقليم خريبكة ووسائل الإعلام بالإقليم. جودة المياه الموجهة للاستهلاك:
استفسر رجال الإعلام وممثلو المجتمع المدني عن مدى جودة المياه، ملحين على تقديم توضيحات مفصلة وشافية وكافية حول جودة المياه الموجهة لساكنة الإقليم، ومذاقها ولونها (اللون الأبيض)، ومقارنتها بالمياه “المفلترة”، وعلاقة الانقطاع المتكرر باستغلال المجمع الشريف للفوسفاط لهذه المياه، وغيرها من الأسئلة،
حيث أكد المختصون التقنيون والكميائيون بالمحطة أن المياه الموجهة للاستهلاك صالحة للشرب وتخضع عمليات معالجتها انطلاقا من سد آيت مسعود للمعايير الدولية والوطنية، وأن عدم استساغة الساكنة لمذاقها أمر عادي نتيجة تعودها على شرب مياه باطنية/ جوفية قادمة من الفقيه بنصالح، مؤكدين على أنها صالحة للشرب ولا تأثير لها على صحة المستهلك. أما بخصوص اللون الأبيض الذي يظهر على مياه الصنابير فهو ناتج عن الضغط بحكم قوة الضخ من محطة سد آيت مسعود نحو إقليم خريبكة (مسألة ارتفاع خريبكة عن سطح البحر بالمقارنة مع تادلة تحتاج ضغطا قويا لإيصال الماء على مسافة 70 كلم)، وبالتالي فإن هذا اللون ما هو إلا أوكسجين يختفي بعد ثوان من استقرار الماء في الكؤوس وغيرها.
كما نبه المسؤولون إلى نقطتين مهمتين: خطورة اللجوء إلى الآبار من أجل التزود بالماء الصالح للشرب، بسبب احتوائها على بكتيريات ضارة، تهدد صحة المستهلك؛ خاصة الأطفال الذين تكون مناعتهم ضعيفة. خطورة المياه التي تخضع للفلترة،
حيث تتحول إلى مياه غير صالحة للشرب بسبب فقدانها لمكوناتها المعدنية التي يحتاجها جسن الإنسان. الإجراءات المتخذة لتجاوز المشكل: لتجاوز معضلة الانقطاع المتكرر للماء الشروب عن إقليم خريبكة،
تبنى المكتب الوطني للماء مقاربة استباقية، شرع في تنزيلها منذ 2015 غرضها تعويض النقص الحاصل في الإنتاج، وضمان احتياطي مائي بالخزانات يغطي حاجيات الساكنة اليومية في حالة وجود أي طارئ، وهو ما وقع في الأسبوع المنصرم بسبب اضطرابات جوية،
حيث يتوقع مضاعفة القدرة الإنتاجية للمحطة لتبلغ 930 لتر في الثانية، بداية من شهر أكتوبر 2023، الذي يوازي نهاية البرنامج. توصيات:
تجويد خدمات المكتب الوطني للماء؛ الالتزام بمضاعفة القدرة الإنتاجية شهر أكتوبر المقبل؛ تبني مقاربة تشاركية قوامها التواصل الفعال مع الساكنة ووسائل الإعلام
. تحسيس الساكنة بضرورة ترشيد الاستهلاك اليومي للماء الصالح للشرب. تشييد المزيد من محطات معالجة المياه العادمة لاستغلالها في السقي والصناعة
. المطالبة بتوسيع الاستفادة من تحويل مياه وادي سبو لتشمل إقليم خريبكة خاصة والمنطقة عامة. تنظيم يوم دراسي لمقاربة معضلة الماء الصالح للشرب بالمنطقة.