حسناوي
وجوه بومئد خاشعة ،عاملة ناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية .صدق الله العظيم . هكذا توعد الله عباده في سورة الغاشية .
لطالما سمعنا عن الفساد و اختلاس المال العام مند زمن طويل و لطالما علق الصحفيون القدماء و المعاصرين على هذا الموضوع أملا في تحسيس المسؤولين بجسامة ما يتحملونه من مسؤوليات أمام المواطن الذي لطالما انتظر تغيرا ملحوظا يسمح له بالعيش بكرامة و لو في أدنى حدودها .
العامل و المستخدم و الموظف العمومي يبقى دائما مواطنا صالحا مادام أنه بأخد أجرا ( إن كان مناسبا لعمله طبعا ) عن عمله و في نفس الوقت يؤدي واجبات و مستحقات الدولة من ضرائب التي يتم اقتطاعها مباشرة من راتبه الشهري .
توالت الحكومات و تناوبت على السلطة و ظل المواطن يغير اختياراته من حزب ( دكان سياسي ) لآخر دون جدوى .كانت الأحزاب بالألوان الجدابة التي تخاطب عاطفة المواطن و لا تخاطب وعيه السياسي فمثلا كان أحد القياديين في حزب معين في الثمانينات يدهب للبوادي و يقول لهم صوتوا على اللون البني و هو لون التربة التي نزرع فيها دير النية تربح و هو منطق كان سائدا آنذاك )و اليوم أصبحت الأحزاب برموز تلعب على نفسية المواطن حتى يصوت تلقاىيا حبا في ذلك الرمز اللذي يخاطب ربما ذاكرته او ما يوجد في عقله اللاواعي .. سواء كان لونا او رمزا فتطلعات المواطن كانت و بقيت هي نفسها .فهل من أناس عقلاء ننتخبهم و نستأمنهم عنا حتى يتسنى لنا أن نشم من نسيم الرفاهية و لو من بعيد