عزالدين بوخنوس
لا يمكن لأحد أن ينكر العلاقة التناسبية بين السياسة العامة للدولة (macro- politique) والسياسة المحلية ( micro- politique)، وفي كل 20 غشت يخلد ذكرى ثورة الملك والشعب التي تمتد جدورها لعهد الحماية الفرنسية ( Protectorat français)
حيث خرج الشعب مطالبين بعودة المغفور له الملك محمد الخامس من المنفى، وما تعبير الشعب آنذاك إلا وطنية يمكن فهمها أن الدولة المغربية
لا كينونة لها إلا بصيغة المملكة المغربية، أي دولة بشعب وملك تجمعهما علاقة تماهي تتطور مع مرور الزمن دون أن تخرج عن إطارها
، وبتعبير أدق الملك والشعب مفهوم تربطهما علاقة الترادف ( synonymie )، ولنكون أكثر دقة فلا كينونة للشعب المغربي بدون ملك ، وها نحن الآن بعد مضي أكثر من 70 سنة نخلد هذه الذكرى التي يخلدها الشعب عيدا وطنيا،
ومنه إثبات مستمر لوطنية تعني في مجملها التشبت بالمؤسسة الملكية لأن المغاربة مؤمنين وخصوصا بعد دستور 2011 بأن الوطنية كمفهوم حديث
لا ترتبط فقط بحب بقعة جغرافية فقط ولكن بتجديد الولاء لموحد الأمة المغربية، بالإخلاص للمؤسسة الملكية وتنزيل سياستها التي تضع دوما في صلبها الشعب المغربي، ولعل الخطاب الأخير الذي دعى فيه عاهل البلاد إلى التحلي بالجدية ما هو إلا إشارة إلى ضرورة استمرار ثورة الملك والشعب ضد المسؤولين الفاسدين،
أو ما هي إلا إقرار بأن من يدعي حب الملك ويسرق الشعب ما هو إلا خائن للوطن، أو بكل بساطة أن الوطنية هي تنزيل خطابات الملك وتنزيل دستور 2011. ومنه فكل تناقض مع القول والفعل يمكن تلخيصه
في الخيانة فقط. فالوطنية نقيض تبديد واختلاس المال العام. الوطنية حب للشعب وإخلاص للملك.
عزالدين بوخنوس