[success]المواطن24[/success]
أكد الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أن تلقيح الأطفال سيؤدي إلى تسريع العودة إلى حياة طبيعية تقريبا في انتظار انتهاء الوباء على الصعيد العالمي.
وأكد الباحث في مقال بعنوان: “أطفال ملقحون، أطفال محميون”، أنه من أجل “كسر سلاسل انتقال الفيروس وتقليص مخاطر ظهور طفرات ومتغيرات جديدة، فإن التدابير الوقائية، وتلقيح الأشخاص البالغين، والأطفال أيضا، أضحت أمورا أساسية للتقليل إلى أقصى حد ممكن من مستودعات الفيروس التي تُبقي على انتشار وباء كورونا”.
وتابع قائلا “قُمنا دوما بتلقيح أطفالنا لحمايتهم إلى أقصى حد. والأمر سيان اليوم، بالإضافة إلى حماية تحصيلهم الدراسي، وتنشئتهم الاجتماعية وحالتهم الصحية، وحماية أسرهم وإتاحة العودة إلى الحياة الطبيعية، وهي الضمان الوحيد لتفتحهم ونموهم بشكل صحي وطبيعي”.
وأضاف حمضي، أنه نتيجة للوفيات المرتبطة بالوباء، فقدَ أكثر من مليوني طفل حول العالم أبا أو أما أو أجدادا كانوا يعيشون في بيوتهم ويعتنون بهم، مشيرا إلى أنه “إلى غاية الآن، يصبح طفل واحد يتيما في كل 12 ثانية بسبب كوفيد-19”.
واعتبر أن “حماية البالغين هي حماية الأطفال، وحماية الأطفال هي أيضا حماية للبالغين الذين يواصلون السهر على حماية الأطفال ورعايتهم”.
وذكر بأن المغاربة يثقون في اللقاحات، ويقومون بتلقيح أطفالهم بشكل تلقائي، مشيرا إلى أن المملكة تعد من بين الدول ذات التغطية التلقيحية العالية جدا.
ولدى تطرقه إلى الأسباب من وراء ضرورة تلقيح الأطفال، أوضح الباحث أن الأبحاث ونتائج التجارب السريرية للأطفال أكدت أمان وسلامة ونجاعة اللقاحات ضد كوفيد-19 بالنسبة للشريحة العمرية ما بين 12 و17 سنة.
وشدد على أنه “مع السلالة الكلاسيكية لكوفيد-19، لم يكن الأطفال ينشرون الفيروس على نحو كبير، ويصابون بشكل أقل، ولا تظهر عليهم أعراض بشكل عام، ونادرا ما يتطور الوباء في صفوفهم إلى حالات خطرة تؤدي إلى وفيات”.
واستدرك “لكن مع المتغير (دلتا)، وحتى لو ظلت النسبة المئوية لإصابة الأطفال منخفضة، فإن أعداد الأطفال المصابين، والأطفال الذين تظهر عليهم الأعراض، والأطفال الذين يدخلون المستشفيات، والأطفال المتوفين قد ارتفعت بشكل كبير في الأسابيع الأخيرة عبر العالم”.
وأوضح أن الطفل المصاب بكوفيد-19 بدون أعراض هو ناقل ضعيف للفيروس، بينما ينشر الطفل الذي تظهر عليه الأعراض الفيروس بين الأطفال الآخرين وبين البالغين.
وتابع أنه على الرغم من أن الأطفال لا تتطور لديهم حالات حادة من كوفيد-19 في كثير من الأحيان، فإنهم يتعرضون لحالات أخرى مثل “متلازمة التهاب الأجهزة المتعدد لدى الأطفال” وهي حالة تحدث بعد أسبوعين أو أربعة أسابيع على إثر الإصابة بشكل مصحوب بأعراض أو حتى بدون أعراض من العدوى، مع ارتفاع في درجة الحرارة، وتغير في الحالة العامة، وعلامات على مستوى الجهاز الهضمي وأعراض أخرى، والتي يتعين أن يكون التكفل بها مستعجلا وفعالا.
كما أكد أن التعليم عن بعد أظهر محدوديته وتأثيره السلبي على حالة الصحة النفسية للأطفال وتنشئتهم الاجتماعية، مشيرا إلى أن توفير التعليم الحضوري يتطلب حماية هؤلاء الأطفال من خلال التلقيح، وحماية المدرسين، للحيلولة دون إغلاق أبواب المدرسة في كثير من الأحيان، أو أن تتحول إلى بؤرة لنشر الوباء.