في إطار انفتاح فيدرالية جمعيات الأحياء السكنية بالجديدة على محيطها وتواصلها المستمر مع جميع المتدخلين والمهتمين بالشأن العام، من أجل إشراكهم في تحيين ملفها الترافعي، عقد وفد من المكتب المسير لفيد الية جمعيات الاحياء السكنية مكون من رئيسها السيد عبد الكريم النهامي الذي كان مرفوقا بعضوي المكتب، صلاح الدين بنحرارة ومحمد فتحي، لقاء تواصليا عشية يوم 26 فبراير 2024، مع جمعية الحي البرتغالي ممثلة برئيسها السيد محمد زيان واعضاء من مكتبها المسير ومنخرطين بها .قبل الاجتماع تم القيام بجولة بهذا الحي حيث استمع الوفد للشروحات والتعريف بمختلف مرافق هذا الحي، بعدها استضافت الجمعية الوفد لحفل شاي كان بمثابة جلسة عمل استغرقت أكثر من ساعتين، تبادل خلالها الطرفان وجهات النظر حول القضايا العامة بالمدينة والحي البرتغالي على الخصوص .من خلال الجولة والعرض الذي قدمه رئيس جمعية الحي وما تلاه من ملاحضات وتدخلات أعضاء مكتبها المسير، حول وضعيته وكذا تطلعات جمعيته واقتراحاتها من أجل الرقي به، وقف وفد الفيدرالية على الأهمية السياحية الواعدة التي بات يكتسيها الحي البرتغالي، كوجهة مفضلة لعشاق التراث المادي من داخل المغرب ومن خارجه، لكن الزائر يلاحظ إهمالا واضحا لجل معالمه ومرافقه، وترديا باديا لدروبه الضيقة ولأزقته المتشعبة، ورغم أن هذا الموقع يقترب من إكمال عقدين من الزمن على تصنيفه تراثا عالميا لدى منظمة اليونسكو، فإن جولة بثناياه تبين أنه لا يختلف كثيرا عن باق الأحياء الشعبية بالمدينة، وضع كثيرا ما نبهت له جمعية الحي البرتغالي لكن أمام الصمت المطبق والحياد السلبي. بقي الوضع على حاله، بل يزداد تدهورا سنة بعد أخرى ..
ومن بين القضايا التي تعتبرها الجمعية ذات الأولوية القصوى ضرورة التدخل العاجل لمعالجة الثغرات والنقائص التي يشكو منها الحي البرتغالي ما يلي :
1- المسقاة البرتغالية والرواقان المحيطان بها “الشعيبية طلال وعبد الكبير الخطيبي” طالهم الإغلاق لمدة فاقت أربع سنوات ولا بوادر في الأفق لترميم هذه المرافق، رغم الزيارات التي عرفها الحي سواء من طرف السلطات المحلية والاقليمية والوزير المكلف بالشباب والثقافة والتواصل.
هذا الوضع أصبح أمرا مقلقا للجمعية وساكنة الحي خصوصا أمام ردود فعل السواح الاجانب الذبن يبرمجون زيارة المسقاة وعند الوصول يجدونها مقفلة، فيعتبرون ذلك نوعا من النصب المثير للغضب
2- حالة السجن المدني السابق “حبس الصوار” في حالة متردية جدا؛ هو و سجن “بلحمدونية” السابق مغلق رغم إصلاحه “مركز التراث”؛
3- أرضية الحي مبعثرة نتيجة عدم تصفيف الأحجار بالشكل المطلوب؛
4- معالم تاريخية تتلاشى “السجون التحت أرضية نموذجا” وأخرى مقفلة في وجه السائح ك ” المحكمة البرتغالية”؛
5- عدة خرب ودور ومواقع آيلة للسقوط، تتواجد بعدة أزقة تشكل مصدرا قلقا، خاصة “الكنيسة الكاثوليكية خلف المسجد، المعبد اليهودي بالزنقة 8” وغيرهما كثير ممن يشكل خطرا مستمرا على الساكنة والسياح؛
6- على مستوى النظافة النفايات تلاحض في الأركان، هناك تراجع مطرد ناتج عن وجود حاويات للأزبال إثنان منها عند المدخل الرئيسي للحي وضعية تسيء لصورة الحي، وكذا المحيط الخارجي الذي غدا عبارة عن مكب للنفايات وأنقاض البناء…
7- إنارة باهتة وحبال كهربائية موضوعة فوق الزقاف بشكل يسيء للحي ومنظره العام
8- ألوان الأسوار وصباغة الواجهات والمرافق، إما مقفولة أو في حالة مزرية يعطي صورة سلبية عن الحي ويضر كثيرا بالسياحة، فالزائر الأجنبي عند عودته يشكل مصدر دعاية سلبية للمدينة وبلادنا بشكل عام..
هذا الوضع يتطلب تدخلا عاجلا من طرف المسؤولين لإعادة الاعتبار لهذا الحي، وصيانته وترميمه وتجويد وتزبين فضاءه، والعمل بداية على فتح المسقاة البرتغالية كخطوة مستعجلة، وفي هذا الإطار يجب إشراك جمعية الحي التي تمتلك تصورا كاملا لتأهيل الحي البرتغالي حتى يصبح منطقة جذب السياح الأجانب والمغاربة ومصدرا للتنمية .
فلا يعقل أن تعرف كل المواقع الأثرية بمختلف المدن المغربية الاهتمام الذي يكون في بعض المواقع مبالغا فيه، وتبقى المعالم الأثرية بمدينة الجديدة ومنطقة دكالة عرضة للاهمال .
الشكر لجمعية الحي على لطف الاستقبال وحسن الضيافة، وكل الشكر للحاج عبد الجليل ذاكرة الحي البرتغالي والمرشد السياحي به.