مروان الجوي-المواطن24
افتتحت، مساء أمس السبت بالمركب الثقافي محمد السادس بخريبكة فعاليات المهرجان الدولي للسينما الإفريقية في دورته 24 وتحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وجرى حفل افتتاح هذا العرس الإفريقي بحضور والي جهة بني ملال خنيفرة وعامل إقليم خريبكة السيد حميد الشنوري ورئيس مؤسسة المهرجان الدولي للسينما الإفريقية السيد لحبيب المالكي والكاتب العام لوزارة الثقافة والشباب ورئيس جهة بني ملال خنيفرة وعدة فعاليات مدنية وعسكرية وضيوف من مختلف القارة.
وفي كلمة بالمناسبة، قال رئيس المؤسسة السيد لحبيب المالكي أن هذا المهرجان صار موعدا بارزا داخل الحقل الثقافي السينمائي، ويسعى للتقريب من خلال الفن السابع بين الشعب المغربي والدول الإفريقية الشقيقة، وذلك بفضل الفنانين والضيوف الذين يؤتثون فضاءه من كل بقاع القارة السمراء. كما أكد عزالدين گريران مدير هذه الدورة في كلمته إلى أن الدورة الحالية تعد بالنجاح خاصة جودة الأفلام التي ستعرض في المسابقة سواء القصيرة أو الطويلة، وأيضا على مستوى الأنشطة الموازية لهذه السنة، كما استرسل في كلمته أيضا على أن هذا العرس الإفريقي نحتفل فيه بوحدتنا الإفريقية في ظل التنوع الثقافي، معتبرا أن السينما لغة عالمية تعبر كل الحدود وتقرب المسافات وتنسج روابط المودة والأخوة بين الشعوب الإفريقية.
إن هذا العرس والإرث السنوي الذي يلتقي فيه الفنانون والسينيفليون من داخل المغرب وخارجه يخلق حوارا ثقافيا مميزا يستمتع به عشاق الفن السابع والساكنة لخريبكية المتعطشة لمثل هذه التظاهرات، خاصة أن هذا العرس السينمائي الإفريقي الذي بلغ هذه السنة دورته الـ 24، يقوم أساسا على اللقاء والتمازج بين الثقافة الإفريقية والمغربية العريقة في قالب سينمائي فني، فساكنة عاصمة الفوسفاط العالمية مدعوة لاكتشاف السينما الإفريقية وتنوعاتها الثقافية، بهدف تثمين دور السينما من جهة، وتبادل الإديولوجيات، من جهة أخرى.
وشهدت الليلة الافتتاحية لهذا المهرجان عروضا موسيقية تمزج بين الثقافة المغربية والإفريقية، كما استمتع الجمهور لخريبكي الذي ملأ قاعة المركب الثقافي محمد السادس، بعرض موسيقي إفريقي بالكمان لقي استحسانا كبيرا من الجمهور الحاضر، وبعد ذلك وقفت القاعة احتراما وتقديرا للفنان المقتدر محمد الخلفي الذي أبدع وأبهر الجمهور المغربي في عدة أفلام ومسلسلات مغربية بتألقه وتقمصه للأدوار التي لعبها في الأعمال التي شارك فيها فكان التكريم ثمرة اعتراف بهذا الهرم المغربي الذي أعطى الشيء الكثير للسينما المغربية.
ومن خلال هذا العرس السينمائي الإفريقي، لا يمكننا أن ننسى دور الفن كوسيلة فعّالة لنشر التسامح وتعزيز روح التعاون والتضامن بين شعوب القارة السمراء، ليس فقط كمتعة فنية بل كمحرك للتغيير الاجتماعي والثقافي، وهو ما يجعل هذا العرس السنوي للسينما الإفريقية في خريبكة لحظة استثنائية ينتظرها عشاق الفن والثقافة بشغف وحماس.