[success]المواطن 24[/success]
أوضحت إسبانية مصادر ذاتها أن هذه الزيارة تدخل في إطار تلطيف الأجواء وإعادة الأمور إلى ماكانت عليه قبل واقعة استقبال ابراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، لمدريد بدعوى العلاج.
وخصص الملك محمد السادس حيزا مهما من خطابه، بمناسبة الذكرى الثامنة والستين لثورة الملك والشعب، للحديث عن الأزمة السياسية التي اندلعت مع إسبانيا، والتي وصلت إلى استدعاء السفيرة كريمة بنيعيش.
وقال الملك في الخطاب إن “هناك من يقول بأن المغرب يتعرض لهذه الهجمات، بسبب تغيير توجهه السياسي والاستراتيجي، وطريقة تعامله مع بعض القضايا الدبلوماسية، في نفس الوقت، هذا غير صحيح. المغرب تغير فعلا، ولكن ليس كما يريدون؛ لأنه لا يقبل أن يتم المس بمصالحه العليا. وفي نفس الوقت، يحرص على إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار”.
وأضاف الملك”وهو نفس المنطق، الذي يحكم توجهنا اليوم، في علاقتنا مع جارتنا إسبانيا”، مردفا بالقول “صحيح أن هذه العلاقات مرت، في الفترة الأخيرة، بأزمة غير مسبوقة، هزت بشكل قوي، الثقة المتبادلة، وطرحت تساؤلات كثيرة حول مصيرها”.
وتابع ” “اشتغلت مع الطرف الإسباني، بكامل الهدوء والوضوح والمسؤولية. فإضافة إلى الثوابت التقليدية، التي ترتكز عليها، نحرص اليوم، على تعزيزها بالفهم المشترك لمصالح البلدين الجارين”، مضيفا بالقول ““وقد تابعت شخصيا، وبشكل مباشر، سير الحوار، وتطور المفاوضات”.
وزاد قائلا”إننا نتطلع، بكل صدق وتفاؤل، لمواصلة العمل مع الحكومة الإسبانية، ومع رئيسها معالي السيد بيدرو سانشيز، من أجل تدشين مرحلة جديدة وغير مسبوقة، في العلاقات بين البلدين، على أساس الثقة والشفافية والاحترام المتبادل، والوفاء بالالتزامات، وهو نفس الالتزام، الذي تقوم عليه علاقات الشراكة والتضامن، بین المغرب وفرنسا، التي تجمعني برئيسها فخامة السيد إيمانويل ماكرون روابط متينة من الصداقة والتقدير المتبادل”.
ولاقى الخطاب الملكي ترحيبا من قبل اسبانيا، إذ قال رئيس الوزراء الاسباني الاشتراكي بيدرو سانشيز إنه يود “شكر ملك المغرب على تصريحاته، مضيفا بالقول “اعتبرنا المغرب حليفا استراتيجيا على الدوام”.
من جهة أخرى، قال خوسي مانويل ألباريس، وزير الخارجية الإسباني، إن مدريد مستعدة لعرض حوار على الرباط حول موضوع الصحراء المغربية وقضية سبتة ومليلية المحتلتين.
ونقلت صحيفة “الاسبانيول” الاسبانية، أن الجارة الشمالية للممكلة تستعد لتقديم هذا العرض دون قيود أوشروط، مشيرة إلى أن الدفئ عاد إلى العلاقات بين البلدين بعد جمود دام لشهور بسبب استقبال مدريد لزعيم الانفصاليين.