الربي محمد أمين
انتهى زمن المعاملة الفظة و التعامل السيئ لرجال الأمن مع المواطنين، و لعل سلوكات لا زالت تروج في حالات يمكن القول عنها على أنها أصبحت قليلة و نصادفها في بعض الأحيان من خلال طريقة الإستقبال أو طريقة التحدث مع المواطن من طرف رجال الأمن التابعين لشرطة المرور او السير و الجولان أو بكل التلوينات الأمنية التي تشتغل بالشارع العام و الدوائر الأمنية و باقي المرافق. طريقة الإشتغال، و طريقة التواصل مع المواطنين كيفما كانت الحالة يجب أن تتميز باللباقة و حسن التعامل مع الجميع و بدون تمييز، و تمكين المواطن من فهم نوع المخالفة و المادة و طريقة الأداء و كذا جميع الحيثيات التي تتعلق بها في حالة المخالفات المتعلقة بالسير، كما أن طريقة الاشتغال هاته و التي نتكلم عنها فهي تندرج من بين المهام المنوطة به فعله، و العمل الأمني يبقى عمل وقائي أكثر مما هو زجري، و صورة رجل الأمن المبتسم، الذي يستقبل المواطن، ليست شكلا من أشكال الترويج أو التسويق، بل هي ضرورة بات المرفق الأمني يحرص عليها في سبيل التواصل الواجب مع المواطن والاهتمام بقضاياه في أسمى صور القرب الإداري. جدير بالذكر أن المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، سبق أن وجه مذكرة إلى جميع موظفات وموظفي الشرطة العاملين بالشارع العام أو بالبنيات الأمنية الموجودة في الصف الأول المخصصة لاستقبال المرتفقين، حثهم فيها على التحلي بالجدية والحزم في إطار تأدية مهامهم، مع الحرص على الالتزام بقيم ومبادئ اللباقة والاحترام الواجبين عند التعامل مع المواطنين والمقيمين والأجانب. هذا فتندرج مذكرة المصالح هذه في سياق مجموعة من الإجراءات ذات الطابع التنظيمي والتصحيحي التي تعمل مصالح الأمن القومي على دمجها ضمن أبجديات عمل الشرطة الميدانية ، والتي تهدف إلى كسر التجاوزات الشخصية المحتملة لبعض مسؤولي الشرطة ، مقابل ترسيخ ثقافة الاستقبال الحسن للمواطنين ورفاقهم وفق قواعد الحوكمة الرشيدة وشرطة القرب التي تشكل جوهر الاستراتيجية الخدمية للمديرية العامة للأمن الوطني.