تجليات..
بقلم/ محمد فتاح
عذراً منك يامدينتي بن احمد … لقد دعتني رواحلي لأغدو مسرعا غير مبال…صوب مدن مجاورة…باحثا عن ملذات لذاتي …لأتشدق وادعي كوني اعيش السعادة…سوف يتعبك رحيلي …حتى تشتاقي الى وقع خطوات اقدامي المثقلة بهموم جسمي المنهك،…كرهت الجلوس في مقاهيك… والتنقل بين احيائك ودروبك ..وكرهت الحديت عن امجادك ورجالاتك الذين رحلوا دون رجعة… وعن اناس كانوا يصنعون الإبتسامة من يوميات عادية جدا وبقلوب صافية مثل حليب الأمهات … فأعلنت الحداد على الكلمات…وعلى مؤسساتك وإداراتك موظفيها، تفصلهم مسافات طويلة بيني وبينهم… عذراً يا مدينتي…يا خيمتنا في المنفى …وفي الغياب …آه يا بن احمد… قثلت في كل شئ … اليوم …سأعيش مثلك غداً حين تشرق شمس الإنتصار…لن يهزمك عابر سبيل…كانوا عابرين كالغبار…بين ناسك واهلك وجيرانك ….يا وجع احلام طفولتي في الدروب والأزقة التي لاتتحول كما تفعل المدن المجاورة وفيك ما تبقى،من ضجيج العربات في ازقة ودروب وشوارع يصدح راكبوها من ما جادت به الألهة.
في كل مرة اكتشف فيك صنائع وامجاد وطيب وحنين قديم للحدائق والحقول التي باتت يأكلها الإسمنت ووتطاول عليها ايادي لاتعرف صيانة المشترك بيننا..حتى الفنون والتذكارات لم تسلم فيك من هذا العبث الذي لاينتج التفاهة التي يصير لها شأن عظيم على موائد النميمة.
ابن احمد مدينة ثكلى،تنهض من سبات عميق وقديم لترى شمس الطرقات القادمة من مدن يشتد فيها الرخاء للناس،لكن انت ظل فيك من يحفر بجوارك المقالع ويغتني دون وجه حق ودون سبب معقول ويترك للناس الغبار المتطايرفي السماء.
في هذا الزمن الإيكولوجي،زمن الإختلالات البيئية والدمار المجاني،اراك تشتاقين الى رائحة التراب والهواء والماء،لتنهضي من موتك العابر الى الحياة المنتظر،حيت تعود اوراق الشجر الى نضارتها الأولى كما مانت في بدأ خلقها..والى ذلك الحين سأظل مثل كل المتسكعين اشتاق الى الغياب والظهور،فمتى تعودين مدينة مثل باقي المدن ويكون لك نمودج تنموي نفتخر برخائه وتكريمه للإنسان.