[success]المواطن 24/لحسن كوجلي[/success]
بدون سلام ولا تحية, أما بعد, والله كم اشفق عليك, بل وأبكي لحالك, في كل مرة اراك تسير وحدك في هوامش الطرقات كالمجنون, أو حين أطلع عن سوء أحوالك من خلال حديث الناس عنك, أو حين أرى الدهر يلزمك على مجالسة من كان لا يساوي شيئا, ومن كان أصلا لا يعطيك وزنا ولا قيمة. ابكي لحالك كثيرا, لا لأني خسرت فيك كنزا, أو ضاع لي فيك ثراء, أو تعثرت مشاريعي لفراقك, بل حزني عليك, نابع من حب كنت احيطك به, بعدما كان املي من ذلك, ان اصنع منك رجلا صالحا يبني نفسه, ويفيد الناس, حتى وان كنت اعلم انه لا امل فيك, بما هو مدفون في احشاءك من حقد وكراهية للناس اجمعين. حملتك في الوقت الذي تخلى عنك الجميع, وتحملت وزر ما كان يقدفني به الناس من سوء بسببك, كان حلمي ان اعيدك للدنيا من جديد, بطبيعة الربيع, حيث تفيض الحياة بكل خير, وكان هواي ان اتفوق في الامتحان كما نجحت مع البعض من قبلك في الماضي, لكنه للأسف, فشلت في تحقيق الهدف معك, لا لاني غير محضوض, وانما, لانك من معدن طاله الصدأ الى درجة التعفن, غير قابل للعلاج. كنت اعلم انك كذلك, اقامر في مصاحبة من لا خير يرجى منه, من لم يسلم لسانه من ذكر الكل بالقبح, التعبان الذي لا يعرف معنى للحياة دون لذغ, والعقرب الذي لم يسلم من عظه حتى عشيرته. اشفق عليك, ولو انه لفرافق انا مرتاح, وبعدي عنك لم يزدني سوى مزيد من تعلق الناس بي. لحالك ابكي رغم كل ما يصدر عنك في حقي, فاعلم أيها الصديق الغبي, انه لا إرادة فوق إرادة الله تعالى, ولا غنى الا من عند مالك خزائن السماوات والأرض. أيها الصديق الغبي, ما عساك فاعل بحسدك لي, الم تسأل نفسك الامارة بالسوء هذا السؤال, الم يكن حريا بك إلجام مشاعرك الغدارة الى ان تتمكن من الاستفادة بما تحسدني عليه, ام لأن النية الصافية التي كنت اعاملك بها, من أظهرت حقيقتك, وكشفت مبكرا عن معدنك الرخيص, ومضت في ابعاد سوءك عني… فيا أيها الغبي , ان حقدك وحسدك وكرهك للناس, هو ورب, ستسقي به نفسك أولا و|أخيرا, وستضيع, ويضيع من انت مؤمن عليه, أملي ان تراجع نفسك في فرصة أخيرة لك, قبل فوات الأوان…. والأيام بيننا…
امضاء لحسن كوجلي