[success]الموطن 24/متابعة[/success]
كان يمكن لصبية ولدت بوجدة سنة 1945 ومحيطها ينخره الفقر والتقاليد التي تسطو على مسار الأنثى، أن تذهب في مسار المرأة السائد حينذاك، من بيت الأب إلى بيت الزوج، ثم أخيرا بيت الأبدية.
لكن مسارها لم يكن كذلك، بل وكان استثنائيا، والأمر ليس مصادفة كما قد نفهم من قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، “لاعب النرد”. فهذه المرأة دون قليل من المبالغة، كما سنعرف في هذا البورتريه، وهبت حياتها للاجتهاد والتفاني إن في دراستها أو في عملها، حتى أنها آثرت، ضاربة نظرة المجتمع عرض الحائط، عدم الزواج.
الاجتهاد يغلب قلة ذات اليد
ذات يوم من عام 1945، ستعرف مدينة وجدة ولادة صبية أطلق عليها والداها اسم زليخة، زليخة نصري. ثم، كأي بنت “محظوظة” آنذاك، ستلحق بإحدى مدارس المدينة، وستتدرج سنة تلو الأخرى تحصد النجاحات إلى أن نالت شهادة البكالوريا.
إلى هنا، أصبحت وجدة مدينة أم، فالراحلة ستشد الرحال صوب العاصمة الرباط لتدرس بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس. توجت مسارها بالحصول على شهادة إجازة في العلوم القانونية، ثم ما لبثت أن التحقت بالمدرسة الوطنية للإدارة، فحصلت على دبلومها عن شعبة المالية والاقتصاد.