المواطن 24 عبد العزيز ابوهدون، جهة فاس مكناس.
سرقة الجهود، عندما يصبح العمل الصادق منصة للباحثين عن الشهرة في عالم تسوده التحديات والتنافس، برزت ظاهرة مقلقة تستحق التوقف عندها، وهي استغلال البعض لمجهودات الآخرين ونسبها لأنفسهم. هذه الظاهرة تزداد انتشارًا مع تطور وسائل الإعلام الرقمي، حيث أصبح هدف بعض الأفراد والجماعات تحقيق شهرة مؤقتة أو إثارة ضجة إعلامية دون مراعاة القيم الأخلاقية. يتجسد هذا السلوك في قيام بعض الجهات باغتنام الفرص وادعاء إنجازات لا تمت لهم بصلة، على سبيل المثال، نجد أن جهود الأشخاص الذين بذلوا وقتهم وطاقتهم لتحقيق هدف نبيل قد تم استغلالها بشكل غير نزيه، حيث ادعى آخرون أنهم أصحاب هذا العمل، في محاولة يائسة للحصول على أضواء الإعلام.
وهذا يدفعنا للتأمل في قول مأثور يختزل جوهر هذه القضية: ” كل من يدّعي بما ليس فيه كذبته شواهد الامتحان.” فالأفعال تُثبت الأقوال، والحقائق دائمًا ما تظهر وتكشف زيف الإدعاءات. لكن، بدلًا من الاستسلام لهذه الظاهرة المؤسفة، يجب علينا كمجتمع أن نضع حدًا لهذه التصرفات، وأن نُعلي من قيمة العمل الجاد والنزاهة. فمجد زائف قائم على سرقة جهود الآخرين لن يدوم، بينما النزاهة والقيم الحقيقية هي ما يبقى ويؤسس لعلاقات إيجابية ومستدامة بين الأفراد والمؤسسات.
إننا ندعو الجهات المعنية إلى اتخاذ موقف واضح وصريح لحماية حقوق كل من يعمل بإخلاص، مع تعزيز ثقافة تقدير الجهد والمثابرة.
كذلك، نناشد الجمهور بضرورة توخي الحذر وعدم الانسياق وراء الادعاءات الزائفة، والحرص على دعم الجهود الحقيقية التي تسعى لتحقيق الخير للجميع. النزاهة والعمل الشريف هما أساس النجاح الحقيقي. ولنتذكر دائمًا أن الأعمال التي تبنى على الاحتيال ستنهار عاجلاً أم آجلاً، بينما الإنجازات المبنية على الصدق والإخلاص ستظل شاهدة على قيمتها وقوة تأثيرها.


