اليوسفية قرنوف محفوظ
احتضن فضاء المكتبة بمركز التفتح للتربية والتكوين اليوسفية حفلا تكريميا للفائزين في النسخة الأولى من مسابقة المشروع الوطني للقراءة، ويتعلق الأمر بالتلميذين رفيق الزويمي الحاصل على المركز الأول وطنيا في الفئة الرابعة والتلميذة فاطمة الزهراء باريزيان الحاصلة على المركز الخامس وطنيا في الفئة الثانية، بُعد التلميذ المثقف.
ترأس الحفل المدير الإقليمي يوسف أيت حدوش، وحضره رؤساء المصالح والمكاتب بالمديرية، وبعض الأطر الإدارية والتربوية، ومدير مركز التفتح، ومنشطو ورشات المركز، ووالدا التلميذين المحتفى بهما.
اختيار المكان لم يكن مجرد صدفة، بل كان اختيارا واعيا له رمزيته الاستعارية المكثفة، فالمكتبة هي ملاذ الباحث عن المعرفة ووجهة التواقين لعالمها الجميل الموشى بأصناف الكتب التي تتحول من كثرة ملازمتها إلى صديقٍ وَفِيٍّ وخِلٍّ صَفِيٍّ، يقول الكاتب والشاعر الأرجنتيني خورخي لويس بورخيس:”لطالما تخيلت المكتبة على شكل جنة”.
إذا كانت ل “بورخيس” جنته، ولكل عاشق للكتاب فردوسه ونعيمه المكاني، فإن لمركز التفتح للتربية والتكوين جنته الفيحاء التي تحتضنها مكتبته، هنا تحلق ملائكة المعرفة، وهنا تنطق العقول والقلوب، وتُجْرِي على سَنِّ أقلامِها لواعجَ الذات وخلجاتِها، وترسم لوحاتٍ فنية موشاة بمختلف عناصر الأناقة اللغوية والجمال التعبيري.
ولأن المدير الإقليمي عاشق ولهان، فقد اختار مكان الوصال الاستعاري والرمزية المكثفة التي تجسد لحظة الانتشاء، وتؤرخ لزمن السمو والرقي والبهاء. امتشق يُوسُفُنَا سيف الزمن، وقطع فاصل القرون الطويلة، وأسكن الجميع في هنيهات زمنية اقتبسها من سَمِيِّهِ يوسف بن يعقوب عليهما السلام، من هناك آوى يوسف النبي أبويه إليه، ورفعهما على العرش، ومن هنا احتضن يوسفنا ابنيه رفيق وفاطمة الزهراء، ورفعهما على عرش الاحتفاء والتكريم والتعظيم، وجاءت كلماتُه ناطقةً بتأويل الرؤيا، رؤيا كواكب التألق وشمس النجاح الساطعة وقمرها المنير، كانت الفكرة مجرد حلم، ثم نمت بسماد الإصرار والعزيمة والإرادة القوية، وها هي ذي تُؤْتِي أُكْلَهَا بإذن ربها، مبشرة بغد يوسفي جميل، سنقول فيه جميعا: الحمد لله الذي أخرجنا من دائرة السكون، وجاء بجيل جديد من قلب مركز التفتح، ليكون حامل مشعل العطاء، ويجعل النجاح يخر له ساجدا.