بقلم :
مريم الحيمرالمواطن 24
في حادثة مرعبة هزّت سواحل مدينة المضيق، عثر بحارة، صباح الإثنين، على جثة بشرية بلا رأس علقت في شباكهم أثناء رحلة صيد اعتيادية. الجثة، التي تآكلت أطرافها بفعل الأسماك، بدت في حالة متقدمة من التحلل، ما جعل من المستحيل تحديد ملامحها أو التعرف على هوية صاحبها في الحال. البحارة الذين وجدوا أنفسهم أمام “صيد ثقيل” لم يخطر لهم على بال، عاشوا لحظات صدمة ورعب وسط البحر، في مشهد أعاد إلى الواجهة قصص المآسي الإنسانية التي يخلفها البحر بين الفينة والأخرى
وفور إشعارها بالواقعة، انتقلت السلطات المحلية والأمنية إلى عين المكان، حيث تم نقل الجثة إلى مستودع الأموات بمعهد الطب الشرعي، من أجل إخضاعها للتشريح الطبي لتحديد أسباب الوفاة، وجنس الضحية، وعمرها، في انتظار التوصل إلى خيوط قد تكشف عن هويتها.
الحادثة تأتي في سياق سلسلة من الوقائع المأساوية المرتبطة بموجات الهجرة غير النظامية عبر مضيق جبل طارق، حيث تحولت مياه البحر إلى مقبرة مفتوحة تبتلع أحلام مئات المهاجرين الهاربين من ضيق البر نحو وهم الفردوس الأوروبي.
مصدر أمني أوضح للجريدة أن التحقيقات ستأخذ بعين الاعتبار جميع الفرضيات، من بينها فرضية الغرق أثناء محاولة للهجرة السرية، مؤكداً أن المصالح الأمنية ستواصل البحث لتحديد الملابسات الكاملة للحادثة. الجريمة البحرية أعادت النقاش مجدداً حول مسؤولية شبكات تهريب البشر، والدعوة إلى مضاعفة الجهود لمكافحة الهجرة غير النظامية، وحماية الأرواح من أن تتحول إلى “صيد” مأساوي في شباك البحارة.


