مروان الجوي – المواطن24
موسم “أموگار” هو مهرجان ثقافي سنوي يقام في مدينة طانطان بالصحراء المغربية تحت الرئاسة السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ويعد احتفالاً كبيراً بتقاليد وعادات القبائل الصحراوية، هذا الموسم يهدف إلى تعزيز التراث الثقافي اللامادي للمنطقة ويجذب آلاف الزوار من داخل المغرب وخارجه، وكان قد أدرج موسم طانطان في قائمة التراث الثقافي اللامادي للإنسانية من قبل منظمة اليونسكو، مما يعكس أهميته العالمية
يمثل موسم طانطان “أموكار” فرصة للتعريف بالثقافة الصحراوية وتقاليدها من خلال العديد من الأنشطة التي تعكس الحياة الصحراوية التقليدية، بما في ذلك العروض الموسيقية، والرقصات التقليدية، وسباقات الخيول والإبل، ومعارض الحرف اليدوية للمغرب ودولة الإمارات العربية المتحدة، وقد اعطيت انطلاقة فعاليات النسخة السابعة عشر لموسم طانطان بحضور رئيس مؤسسة “أموكار” محمد فاضل بنيعيش مرفوقا بعامل إقليم طانطان بالنيابة عمرو حمدة والعامل الملحق بالإدارة المركزية لوزارة الداخلية عالي المزليقي ورؤساء المجالس المنتخبة والبرلمانيين وشخصيات وازنة والباحثين في التراث والثقافة وذلك يوم الأربعاء 26 يونيو، لتنطلق فقرات الموسم بكرنفال طانطان، الذي يجتمع فيه المشاركون من مختلف الجهات المشاركة، وتلتها احياء حفل ديني لضريح الوالي الشيخ محمد لغضف، وبعدها افتتاح المعرض الجهوي للفلاحة، المنظم من طرف الغرفة الجهوية للفلاحة لكلميم وادنون، بشراكة مع المديرية الإقليمية للفلاحة بطانطان، في نسخته الأولى، برحاب بلدية طانطان، كما عرف موسم أموكار عروض وفقرات موسيقية بكل من ساحة بئر انزران والوطية، وكدا فرق استعراض للتقاليد الصحراوية المغربية في موكب هام زين المدينة ورحب بزوارها، هذه الفقرات التي عرفت تنوعا في برامجها بين العروض الموسيقية والمسابقات الثقافية وسباقات الخيل والإبل
وتميزت فعاليات هذا العام بحضور والي جهة كلميم وادنون والعامل الملحق لوزارة الداخلية، وعامل إقليم طانطان بالإنابة السيد عمرو حمدة، هذا الأخير الذي لعب دوراً محورياً في نجاح المهرجان، بفضل جهوده وإشرافه والوقوف على كل كبيرة وصغيرة تخص الموسم، حيث مرت الأيام الأولى للموسم في جو رائع مليء بالفقرات المتنوعة التي أضفت طابعا من البهجة على الاحتفالات.
كما تم تنظيم حلقات نقاش وندوات تناولت مواضيع متعددة متعلقة بالتراث الثقافي الصحراوي والتحديات التي تواجه الحفاظ عليه، كما تم تنظيم ورش العمل خلال المهرجان الذي أتاح للزوار فرصة تعلم تقنيات الصنع اليدوي من الحرفيين المحليين، مما يعزز من قيمة المهرجان التعليمية والثقافية، يعتبر موسم “أموگار” أيضاً مبادرة مهمة لتعزيز الاقتصاد المحلي من خلال جذب الزوار والسياح، وتنشيط الحركة التجارية في المدينة، وتوفير فرص عمل مؤقتة للسكان المحليين، وقد عرف اليوم قبل الأخير للموسم زيارة وفد رسمي مكون من والي جهة كلميم وادنون مرفوقا بعامل إقليم طانطان بالإنابة وعدة فعاليات مدنية وعسكرية لحضور عروض فن فلكلورية لفن التبوريدة، وفي ختام هذا الموسم واحتفاء بالشعراء العرب والمغاربة سيتم تنظيم خيمة الشعر والتي يبدع من خلالها الشعراء والفنانون في نظم القوافي وكأنه سوق عكاظ، كما يسهم المهرجان في توثيق وترويج العادات والتقاليد الصحراوية المغربية للأجيال القادمة، مما يساهم في الحفاظ على الهوية الثقافية للمنطقة.
وعلى الرغم من النجاحات التي يحققها موسم طانطان في كل دورة، إلا أنه يواجه تحديات مثل الحاجة إلى مزيد من التمويل والدعم للحفاظ على جودته، وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على التراث الثقافي بين الشباب، وذلك بفضل دعم الجهات المختلفة وتضافر جهود المجتمع، يمكن لهذا المهرجان أن يستمر في دوره الهام في الحفاظ على التراث الثقافي وتنمية الاقتصاد المحلي. وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة شريكًا فعالاً في موسم طانطان من خلال شراكتها الفعالة ودورها الكبير في تعزيز التبادل الثقافي. تنظيم الخيمة الإماراتية ضمن فعاليات المهرجان يساهم بشكل كبير في تعريف الزوار بالمعروضات والثقافات الإماراتية، مما يعزز من روح التعاون والتفاهم بين الثقافات المختلفة ويضفي بُعدًا دوليًا على المهرجان. هذه الشراكة تجسد التعاون المثمر بين البلدين في مجال الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيز التواصل الثقافي بين الشعوب.