أشجان حزيران
أيها الزمن المارد
علمني كيف أتقن الغباء…
كيف أوثق قصيدة العشق
على دفاتر الوهم والأحلام
دلني كيف
أغفوبين صفحات اللانسيان
كي لا أردد نفس الحلم
الموؤود بين سراديب الأمنيات والكلمات العجاف…
يامعشوقا على أريكة الشوق
تعلمت القراءة وماقرأت بزوغ الشمس في عيون الكون…
كأني من قوم ماوراء الأرض
غريبة ألعق ماتبقى من ملح في قعر الجرة
والمنى رشفات من بئر يوسف
لعل سيارة تأتيني محملة بزاد…برواء
وأكتبني أسطورة
بين قصص الزاهدين….
فاعذرني أيها الزمن الواقف على شرفة الوداع والخيبات
لم أخبرك أني تركت من ورائي
كل حلم
وتحت الوسائد
أقلام وأوراق مبعثرة…
تركت رقعة الشطرنج وفنجان البن
وعلى الحيطان
رسمت بدمعي وشقائق النعمان
مسارا إلى حيث استقرت الشمس
لعلي أعانق الغروب
في انتظار قطار اَخر الليل
أسافر خلسة
بلا وجهة ولا رسالة
تعيدني تائهة
أو فاقدة
للذاكرة المتأرجحة عند حدود النسيان
هي ذي أشجان حزيران
تطفوفوق النسائم
فكيف أعبر إلى منفاي؟
كيف أصفف مزهرية العمر
وأنثر الياسمين
شاميا على أروقة الأمان
كيف أرنو كأني أكتب قصيدة
أو أصفر بين ثقوب الناي
أردد رجع صدى الأشجان
يا أناي القابعة في عمق الأسى والذكرى
حدثيني وازهري ومضة
كشجرة اللوز
في شهر نيسان
ربما يشدو البلوز
معلنا قدوم ربيع
في عام بلا فصول…
فقد أضعنا الأعوام….
بين الأعاصير وزفير الريح…
أضعنا الأعوام بين المحابر والأقلام….
وصرخات مبحوحة في حدود الحلق…
نعيمة سارة الياقوت ناجي
علمني كيف أتقن الغباء… كيف أوثق قصيدة العشق
اضف تعليق